فكان مجنّي دون من كنت أتّقي |
|
ثلاث شخوص كاعبان ومعصر |
فأنّث ، والشخص مذكر ، لأنّه ذهب إلى معنى النساء ، وأبان ذلك بقوله : كاعبان ومعصر ، وكما قال الآخر (١) : [الطويل]
وإنّ كلابا هذه عشر أبطن |
|
وأنت بريء من قبائلها العشر |
فأنّث ، والبطن مذكر لأنّه ذهب إلى القبيلة ، فقال لي : يا غافل ، الناس يقولون : نسألك الفردوس الأعلى ، قلت : يا نائم ، هذه حجّتي لأنّ الأعلى من صفات الذّكران لأنه أفعل ، ولو كان مؤنثا لقال العليا ، كما قال : الأكبر والكبرى والأصغر والصّغرى ، فسكت خجلا.
مناظرة بين ابن الأعرابي والأصمعي (٢)
قد يحمل جمع المؤنث على المذكر والعكس
قال الزجاجي أيضا : قال الأخفش : أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال : دخلت على سعيد بن سلم وعنده الأصمعي ينشده قصيدة للعجاج حتى انتهى إلى قوله : [الرجز]
٣٧٣ ـ فإن تبدّلت بآدي آدا |
|
لم يك ينآد فأمس انآدا |
فقد أراني أصل القعّادا |
فقال له : ما معنى القعّاد؟ فقال : النساء ، قلت : هذا خطأ ، إنّما يقال : في جمع النساء : قواعد ، قال الله عزّ وجلّ : (وَالْقَواعِدُ مِنَ النِّساءِ) [النور : ٦٠] ، ويقال في جمع الرجال : القعّاد ، كما يقال : راكب وركّاب وضارب وضرّاب ، فانقطع ، قال : وكان سبيله أن يحتجّ عليّ فيقول : قد يحمل بعض الجمع على بعض ، فيحمل جمع المؤنث على المذكر وجمع المذكر على المؤنث عند الحاجة إلى ذلك ، كما قالوا في المذكر : هالك في الهوالك وفارس في الفوارس ، فجمع كما يجمع المؤنث ، وكما قال القطاميّ في المؤنث : [البسيط]
٣٧٤ ـ أبصارهنّ إلى الشّبّان مائلة |
|
وقد أراهنّ عنّي غير صدّاد |
__________________
(١) مرّ الشاهد رقم (١٣٢).
(٢) انظر مجالس العلماء (ص ٢٧٤) ، وأمالي الزجاجي (ص ٥٨).
٣٧٣ ـ الرجز للعجاج في ملحق ديوانه (٢ / ٢٨٢) ، ولسان العرب (أود) ، و (أيد) ، وتاج العروس (أيد) ، وديوان الأدب (٤ / ٢٣٧) ، والمخصص (١٥ / ٨١).
٣٧٤ ـ الشاهد للقطامي في ديوانه (ص ٧٩) ، وأمالي الزجاجي (ص ٥٩) ، وشرح التصريح (٢ / ٣٠٨) ، ولسان العرب (صدد) ، والمقاصد النحوية (٤ / ٥٢١) ، وبلا نسبة في أوضح المسالك (٤ / ٣١٤) ، وشرح الأشموني (٣ / ٦٨٤) ، وشرح ابن عقيل (ص ٦٤٠).