حدّثني سلمان بن أبي شيخ الخزاعي حدّثنا أبو سفيان الحميريّ قال : قال أبو عبيد الله كاتب المهدي : قرى عربيّة فنوّن ، فقال شبيب بن شيبة : إنما هي قرى عربيّة غير منوّنة ، فقال أبو عبيد الله لقتيبة النحوي الجغفيّ الكوفيّ ما تقول؟ قال : إن كنت أردت القرى التي بالحجاز يقال لها : قرى عربيّة فإنها لا تنصرف ، وإن كنت أردت قرى من قرى السواد فهي تنصرف ، فقال : إنما أردت التي بالحجاز فقال : هو كما قال شبيب.
مجالس ذكرها صاحب الكتاب المسمّى
«غرائب مجالس النحويين الزائدة على تصنيف المصنفين»
ولم أقف على اسم مصنفه ، وأظنه لأبي القاسم الزجاجي.
مجلس أبي العباس أحمد بن يحيى مع محمد بن أحمد بن كيسان (١)
حدثني غير واحد أنّ ابن كيسان سأل أبا العباس عن قوله عزّ وجلّ : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا ، وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر : ٤١] ، وقوله : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) [الأنبياء : ٣٠] فقال أبو العباس : بدؤوا بجمع وباثنين ، ثم أشركوا بينه وبين واحد من بعده ، فإنّهم يدعون الجمع الأول ولا يلتفتون إليه ، وذلك أنّ الواحد يلي الفعل ، فيجعلون لفظ فعل شريكه لفظ فعل الواحد ، فيجعلون تقدير لفظ عدد الفعل على تقدير عدد الفردين المشترك بينهما احتياجا وغير احتياج ، كقوله : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ،) وقوله : (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما ،) وقال رؤبة : [الرجز]
٣٧٥ ـ فيها خطوط من سواد وبلق |
|
كأنّه في الجلد توليع البهق |
__________________
(١) انظر مجالس العلماء (ص ٢٧٦).
٣٧٥ ـ الرجز لرؤبة في ديوانه (ص ١٠٤) ، وأساس البلاغة (ولع) ، وتخليص الشواهد (ص ٥٣) ، وخزانة الأدب (١ / ٨٨) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٧٦٤) ، ولسان العرب (ولع) ، و (بهق) ، والمحتسب (٢ / ١٥٤) ، ومغني اللبيب (٢ / ٦٧٨) ، وتهذيب اللغة (٥ / ٤٠٧) ، وتاج العروس (ولع) و (تأق) و (بهق) ، وكتاب العين (٣ / ٣٧١) ، ومقاييس اللغة (١ / ٣١٠) ، وبلا نسبة في شرح شواهد المغني (٢ / ٩٥٥) ، وجمهرة اللغة (ص ٣٧٦) ، وكتاب العين (٢ / ٢٥٠) ، ومقاييس اللغة (٦ / ١٤٤) ، والمخصص (٥ / ٨٩).