٤٠١ ـ قتلوا ابن عفّان الخليفة محرما |
|
ودعا فلم أر مثله مخذولا |
فقال الكسائي : كان قد أحرم بالحج ، فضحك الأصمعي وتهاتف فقال الرشيد : ما عندك؟ فقال : والله ما أحرم بالحج ولا أراد أيضا أنّه دخل في شهر حرام ، كما يقال : أشهر وأعام إذا دخل في شهر وفي عام ، فقال الكسائي : ما هو إلّا هذا ، وإلّا فما معنى الإحرام؟ قال الأصمعي : فخبّرني عن قول عديّ بن زيد : [الرمل]
٤٠٢ ـ قتلوا كسرى بليل محرما |
|
فتولّى لم يمتّع بكفن |
أيّ إحرام لكسرى؟ فقال الرشيد : فما المعنى؟ فقال : يريد أنّ عثمان لم يأت شيئا يوجب تحليل دمه ، وكل من يحدث مثل ذلك فهو في ذمّة ، فقال الرشيد : يا أصمعي ما تطاق في الشعر.
مجلس أبي يوسف مع الكسائي (٣)
حدّث أبو العباس أحمد بن يحيى قال : حدّثني سلمة عن الفراء قال : كتب الرشيد في ليلة من الليالي إلى أبي يوسف صاحب أبي حنيفة : أفتنا حاطك الله في هذه الأبيات : [الطويل]
٤٠٣ ـ فإن ترفقي يا هند فالرّفق أيمن |
|
وإن تخرقي يا هند فالخرق أشأم |
فأنت طلاق والطّلاق عزيمة |
|
ثلاثا ومن يخرق أعقّ وأظلم |
فقد أنشد البيت : عزيمة ثلاث ، وعزيمة ثلاثا بالنصب ، فكم تطلق بالرفع وكم تطلق بالنصب؟ قال أبو يوسف : فقلت في نفسي : هذه مسألة فقهيّة نحويّة ، إن قلت فيها بظنّي لم آمن الخطأ ، وإن قلت : لا أعلم قيل لي : كيف تكون قاضي القضاة وأنت لا تعرف مثل هذا؟ ثم ذكرت أنّ أبا الحسن عليّ بن حمزة الكسائي معي في الشارع ، فقلت : ليكن رسول أمير المؤمنين بحيث يكرم ، وقلت للجارية : خذي
__________________
٤٠١ ـ الشاهد للراعي النميري في ديوانه (ص ٢٣١) ، وجمهرة اللغة (ص ٥٢٢) ، وتهذيب اللغة (٥ / ٤٥) ، وأساس البلاغة (حرم) ، ولسان العرب (حرم) ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص ٧٥١) ، وتاج العروس (حرم) ، وبلا نسبة في مقاييس اللغة (٢ / ٤٥) ، ومجمل اللغة (٢ / ٤٩) ، والمخصّص (١٢ / ٣٠٠).
٤٠٢ ـ الشاهد لعدي بن زيد في ديوانه (ص ١٧٨) ، والمزهر (١ / ٥٨٤) ، وبلا نسبة في لسان العرب (حرم) ، وجمهرة اللغة (ص ٥٢٢) ، وتاج العروس (حرم).
(١) انظر مجالس العلماء (ص ٣٣٨) ، والخزانة (٢ / ٧٠).
٤٠٣ ـ الشاهد هو البيت الثاني وهو بلا نسبة في خزانة الأدب (٣ / ٤٥٩) ، وشرح شواهد المغني (١ / ١٦٨) ، وشرح المفصّل (١ / ١٢) ، ومغني اللبيب (١ / ٥٣).