(حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ) [يوسف : ٥١] فالتعجّب من قدرته على خلق عفيف مثله» (١) انتهى.
الرّفدة في معنى وحده
تأليف الشيخ تقيّ الدّين السّبكي الشّافعي ـ رحمه الله ـ
وفيه يقول الصّلاح الصفدي : [مجزوء الرمل]
خلّ عنك الرّقده |
|
وانتبه للرّفده |
تجن منها علما |
|
فاق طعم الشّهده |
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قال الشيخ الإمام تقي الدين أبو الحسن علي السبكي الشافعي رحمه الله : الحمد لله وحده ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد ، المشرّف على كلّ مخلوق قبله وبعده ، وسلّم تسليما كثيرا. وبعد ، فهذه عجالة مسمّاة بالرّفدة في معنى وحده ، كان الداعي إليها أنّ الزّمخشري قال في قوله تعالى : (وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) [المؤمنون : ٢٢] : معناه : وعلى الأنعام وحدها لا تحملون ، ولكن عليها وعلى الفلك. فتوقّقت في قبول هذه العبارة وأحببت أن أنبّه على ما فيها وأذكر موارد هذه اللفظة.
وأوّل ما أبتدئ بقول : «الحمد لله وحده» فأقول : معناه الحمد لله لا لغيره ولا يشاركه فيه أحد. و (وحده) منصوب على الحال عند جمهور النحويّين ، منهم الخليل ، وسيبويه قالا (٢) : إنّه اسم موضوع موضع المصدر الموضوع موضع الحال ، كأنّه قال (إيحادا) ، و (إيحادا) موضع (موحدا).
واختلف هؤلاء إذا قلت : «رأيت زيدا وحده» ، فالأكثرون يقدّرون : في حال إيحادي له بالرّؤية ويعبّرون عن هذا بأنّه حال من الفاعل. والمبرّد يقدّره : في حال أنّه مفرد بالرّؤية ، ويعبّر عن هذا بأنّه حال من المفعول. ومنع أبو بكر بن طلحة من كونه حالا من الفاعل ، وقال : إنّه حال من المفعول ليس إلّا ، لأنّهم إذا أرادوا الفاعل قالوا : مررت به وحدي ، كما قال الشاعر : [المنسرح]
__________________
(١) انظر الكشاف (٢ / ٣١٧).
(٢) انظر الكتاب (١ / ٤٤٢).