وأمّا الرّواية الأخرى ـ وهي المشهورة ـ (يلوح) بالياء. ففيها إشكال ، فمن النّحاة من قال : إنّه منصوب بإضمار فعل تقديره : اقصدوا جعفرا ، ومنهم من جعله من باب المفعول المحمول على المعنى من جهة أنّ جعفرا داخل في الرّؤية من جهة المعنى ، لأنّ الشيء إذا لاح لك فقد رأيته.
تفسير نحلة في قوله تعالى : (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً)
وفي هذا المجموع : سأل الإمام أبو محمد بن برّي الإمام تاج الدّين محمد بن هبة الله بن مكّي الحموي عن قوله تعالى : (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً) [النساء : ٤]. كيف يكون نحلة والنّحلة في اللّغة الهبة بلا عوض والصداق تستحقّه المرأة اتّفاقا لا على وجه التبرّع.
فأجابه بأنّه لمّا كانت المرأة يحصل لها في النّكاح ما يحصل للزّوج اللّذّة وتزيد عليه بوجوب النّفقة والكسوة والمسكن كان المهر لها مجّانا ، فسمّي نحلة. كذا ذكره أئمّتنا.
وقال بعضهم : لمّا كان الصّداق في شرع من قبلنا لأولياء المنكوحات بدليل قوله تعالى : (قالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ ..) [القصص : ٢٧] ثم نسخه شرعنا ، صار ذلك عطيّة اقتطعت لهنّ فسمّي نحلة.
مسألة
في جمع (حاجة) من كلام ابن برّي
قال : سألت ـ وفّقك الله تعالى لما يرضيه وجعلك ممّن يتّبع الحقّ ويأتيه ـ عن قول الشيخ الرئيس أبي محمّد القاسم بن عليّ الحريري في كتابه (درّة الغوّاص) أنّ لفظة (حوائج) ممّا يوهم في استعماله الخواصّ. وسألت أن أميّز لك الصحيح والعليل من غير إسهاب ولا تطويل ، وأنا أجيبك عن ذلك بما في كفاية مع سلوك طريق الحقّ والهداية. ومن أعجب ما يحكى ويذكر ، وأغرب ما يكتب ويسطر أنّه ذكر أنّه لم يحفظ لتصحيح هذه اللفظة شاهدا ولا أنشد فيها بيتا واحدا ، بل أنشد لبديع الزّمان بيتا نسبه إلى الغلط فيه ، والعجز عن إصلاحه وتلافيه ، وهو قوله : [الطويل]