أوعدته بكذا». فقولك (بكذا) نقض لما أصّلت لأنّك قلت : بكذا ، وقولك بكذا كناية عن الشرّ. والصواب أن تقول : فإذا لم تذكر الشرّ قلت أوعدته.
المطوّعة : وقلت : «وهم المطوّعة» وإنّما هم المطّوّعة بتشديد الطاء ، كما قال الله تعالى : (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ) [التوبة : ٧٩]. فقال : ما قلت إلّا المطّوّعة. فقلت : هكذا قرأته عليك وقرأه غيري وأنا حاضر أسمع مرارا.
وزن اسم المرة والهيئة من الثلاثي : وقلت : «هو لرشدة وزنية» كما قلت : «هو لغيّة» والباب فيهما واحد لأنّه إنّما يريد المرّة الواحدة ، ومصادر الثّلاثي إذا أردت المرّة الواحدة لم تختلف ، تقول : ضربته ضربة وجلست جلسة وركبت ركبة ، لا اختلاف في ذلك بين أحد من النّحويّين ، فإنّما يكسر من ذلك ما كان هيئة حال فتصفها بالحسن والقبح وغيرهما ، فتقول : هو حسن الجلسة والسّيرة والرّكبة وليس هذا من ذلك.
ضبط أسنمة : وقلت : «أسنمة» للبلد ، ورواه الأصمعيّ بضمّ الهمزة : أسنمة. فقال : ما روى ابن الأعرابيّ وأصحابنا إلّا أسنمة ، فقلت : قد علمت أنت أنّ الأصمعيّ أضبط لما يحكي وأوثق فيما يروي.
وقلت : «إذا عزّ أخوك فهنّ» (١) والكلام فهن ، وهو من هان يهين إذا لان ، ومنه قيل : «هيّن ليّن» ، لأنّ (فهن) من هان يهون من الهوان ، والعرب لا تأمر بذلك ولا معنى لهذا الكلام يصحّ لو قالته العرب. ومعنى (عزّ) ليس من العزّة التي هي المنعة والقدرة وإنما هو من قولك : عزّ الشيء إذا اشتدّ. ومعنى الكلام : إذا صعب أخوك واشتدّ فذلّ له من الذّلّ ، ولا معنى للذلّ هاهنا كما تقول : إذا صعب أخوك فلن له.
قال : فما قرئ عليه (كتاب الفصيح) بعد ذلك على ما بلغني ، ثمّ بلغني أنّه سئم ذلك فأنكر (كتاب الفصيح) أن يكون له. تمّت والحمد لله ربّ العالمين.
انتصار ابن خالويه لثعلب
انتصار أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه الهمذاني لأبي العبّاس ثعلب فيما تتبّعه عليه أبو إسحاق الزّجّاج رحمهم الله تعالى أجمعين.
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه الهمذاني ـ رحمه الله تعالى ـ :
__________________
(١) انظر مجمع الأمثال للميداني (١ / ٢٢).