الثانية) ، وأبو عبيد في (الأمالي) ، والمفضّل الضّبّي ، وليس مأخوذا ممّا ذهب إليه الزجّاج ، لأنّه كان قليل العلم باللّغة فقولهم : «إذا عزّ أخوك فهن» ليس من الهوان ، ولا من وهن ، ولا من هان يهين ، وإنّما هو من الهون ، وهو من الرفق والسّكون. قال الله تعالى في صفة المؤمنين : (الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) [الفرقان : ٦٣] معناه : يمشون على الأرض بالسّكينة والوقار فإذا عزّ أخوك واشتطّ فترفّق أنت ولن. وقال الشاعر : [الوافر]
٦٧٦ ـ دببت لها الضّراء وقلت أبقى |
|
إذا عزّ ابن عمّك أن تهونا |
ولا يكون الأمر من (يهون) إلّا (هن). وهذا الشّعر لابن أحمر الباهلي ، ورواه الأصمعيّ وابن الأعرابيّ والطّوسيّ ، ولا نعلم خلافه. والله تعالى أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
مسائل وردت على ابن الشجري وردّه عليها
قال (٢) ابن الشجري في أماليه : ورد عليّ من الموصل ثماني مسائل :
الأولى : السؤال عن الراجع إلى القتال من خبره في قول الشاعر : [الطويل]
٦٧٧ ـ فأمّا القتال لا قتال لديكم |
|
ولكنّ سيرا في عراض المواكب |
وعن معنى البيت.
الثانية : السؤال عن قول الله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللهِ) [الأنعام : ٤٠ ـ ٤٧] لم لم يجمع الضمير الذي هو التّاء في (أرأيتكم) ولم يثنّ في (أرأيتكما).
الثالثة : السؤال عن جدّ الاسم الذي يسلم عن الطّعن.
__________________
٦٧٦ ـ الشاهد لابن أحمر في ديوانه (ص ١٦٥) ، ولسان العرب (عزز) ، وتاج العروس (عزز).
(١) انظر الأمالي (١ / ٢٨٥).
٦٧٧ ـ الشاهد للحارث بن خالد المخزومي في ديوانه (ص ٤٥) ، وخزانة الأدب (١ / ٤٥٢) ، والدرر (٥ / ١١٠) ، وبلا نسبة في أسرار العربية (ص ١٠٦) ، وأوضح المسالك (٤ / ٢٣٤) ، والجنى الداني (ص ٥٢٤) ، وسرّ صناعة الإعراب (ص ٢٦٥) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ١٠٧) ، وشرح شواهد المغني (ص ١٧٧) ، وشرح المفصّل (٧ / ١٣٤) ، والمنصف (٣ / ١١٨) ، ومغني اللبيب (ص ٥٦) ، والمقاصد النحوية (١ / ٥٧٧) ، وهمع الهوامع (٢ / ٦٧).