أصل ملك
فأقول : أصل ملك مألك وإنّما أخذ من الألوكة وهي الرّسالة ثمّ قلب ، ويدلّنا على ذلك قولهم في الجمع : الملائكة ، لأنّ الجموع تردّ الأشياء إلى أصولها ، وأنشد قول الشاعر : [الطويل]
٦٩٨ ـ فلست لإنسيّ ولكن لملأك |
|
تنزّل من جوّ السّماء يصوب |
فيعجبه ما سمع فينظرني ساعة لاشتغاله بما قلت ، فإذا همّ بالقبض قلت : وزن ملك على هذا : (معل) لأنّ الميم زائدة ، وإذا كان الملك من الألوكة فهو مقلوب من ألك إلى لأك ، والقلب في الهمز وحروف العلّة معروف عند أهل المقاييس. فأمّا جذب وجبذ ، ولقم الطّريق ولمقه فهو عند أهل اللّغة قلب ، والنحويّون لا يرونه مقلوبا بل يرون اللّفظين كلّ واحد منهما أصل في بابه.
فوزن الملائكة على هذا : معافلة ، لأنّها مقلوبة عن : مآلكة ، يقال : ألكني إلى فلان ، قال الشاعر : [الطويل]
٦٩٩ ـ ألكني إلى قومي السّلام رسالة |
|
بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا |
وقال الأعشى في المألكة : [البسيط]
٧٠٠ ـ أبلغ يزيد بني شيبان مألكة |
|
أبا ثبيت أما تنفكّ تأتكل |
فكأنّهم فرّوا في (المآلكة) من ابتدائهم بالهمزة ثمّ يجيئون بعدها بالألف فرأوا أنّ مجيء الألف أوّلا أخفّ. كما فرّوا من شأى إلى شاء ، ومن نأى إلى ناء. قال عمر ابن أبي ربيعة : [الكامل]
__________________
٦٩٨ ـ الشاهد لعلقمة الفحل في ملحق ديوانه (ص ١١٨) ، ولمتمم بن نويرة في ديوانه (ص ٨٧) ، وشرح أشعار الهذليين (١ / ٢٢٢) ، ولرجل من عبد القيس أو لأبي وجزة أو لعلقمة في المقاصد النحوية (٤ / ٥٣٢) ، ولأبي وجزة في لسان العرب (ملك) ، وبلا نسبة في الكتاب (٤ / ٥٢٢) ، والأزهيّة (ص ٢٥٢) ، والاشتقاق (ص ٢٦) ، وإصلاح المنطق (ص ٧١) ، وأمالي ابن الحاجب (ص ٨٤٣) ، وجمهرة اللغة (ص ٩٨٢) ، وشرح شواهد الشافية (ص ٢٨٧) ، ولسان العرب (صوب) و (ألك) و (لأك).
٦٩٩ ـ الشاهد لعمرو بن شأس في ديوانه (ص ٩٠) ، والكتاب (١ / ٢٥٩) ، والدرر (٥ / ٣٦) ، وشرح أبيات سيبويه (١ / ٧٩) ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٨٣٥) ، والمقاصد النحوية (٣ / ٥٩٦) ، وبلا نسبة في المنصف (٢ / ١٠٣).
٧٠٠ ـ الشاهد للأعشى في ديوانه (ص ١١١) ، والخصائص (٢ / ٢٨٨) ، وشرح شواهد الإيضاح (ص ٦٠٠) ، ولسان العرب (أكل) ، وتاج العروس (أكل) ، وبلا نسبة في لسان العرب (ألك) ، وتاج العروس (ألك).