للتأنيث. وزعم بعض أهل اللّغة أنّ الكمثرة تداخل الشيء بعضه في بعض ، فإن صحّ هذا فمنه اشتقاق الكمّثرى.
تصغير وجمع سفرجل : وما يجمل بالرجل من الصالحين أن يصيب من سفرجل الجنّة وهو لا يعلم كيف تصغيره وجمعه ولا يشعر إن كان يجوز أن يشتقّ منه فعل أم لا. والأفعال لا تشتقّ من الخماسيّة لأنّهم نقصوها عن مرتبة الأسماء ، فلم يبلغوا بها بنات الخمسة. وليس في كلامهم مثل : اسفرجل يسفرجل اسفرجالا.
وزن سندس : وهذا السّندس الذي يطؤه المؤمنون ويفرشونه كم فيهم من رجل لا يدري أوزنه فعلل أم فنعل والذي نعتقد فيه أنّ النون زائدة ، وأنّه من السّدوس وهو الطّيلسان الأخضر قال العبديّ : [الطويل]
٧٢٠ ـ وداويتها حتّى شتت حبشيّة |
|
كأنّ عليها سندسا وسدوسا |
ولا يمتنع أن يكون سندس فعللا ولكنّ الاشتقاق يوجب ما ذكر.
شجرة طوبى : وشجرة طوبى كيف يستظلّ بها المتّقون ويجتنونها آخر الأبد وفيهم كثير لا يعرفون أمن ذوات الواو هي أم من ذوات الياء. والذي نذهب إليه إذا حملناها على الاشتقاق أنّها من ذوات الياء وأنّها من طاب يطيب ، وليس قولهم الطّيب بدليل على أنّ طوبى من ذوات الياء لأنّنا إذا بنينا فعلا ونحوه من ذوات الواو قلبناها إلى الياء فقلنا : عيد ، وقيل ، وهو من عاد يعود وقال يقول ، فإن قال قائل : فلعلّ قولهم : طاب يطيب من ذوات الواو وجاء عى مثال حسب يحسب ، وقد ذهب إلى ذلك قوم في قولهم : تاه يتيه وهو من توّهت (٢) قيل له : يمنع من ذلك أنّهم يقولون طيّبت الرجل ، ولم يحك أحد طوّبته ، والمطيّبون أحياء من قريش اختلفوا فغمسوا أيديهم في طيب. فهذا يدلّك على أنّ الطّيب من ذوات الياء ، وكذلك قولهم : هذا أطيب من هذا ، فأمّا حكاية أهل اللّغة أنّهم يقولون : أوبة وطوبة ، فإنّما ذلك على معنى الإتباع كما يعتقد بعض النّاس في قولهم : (حيّاك الله وبيّاك) أنّه إتباع وأن أصل بيّاك بوّاك ، أي : بوّأك منزلا ترضاه فخفّف الهمز. وأمّا قولهم للآجرّ : طوب ، فإن
__________________
٧٢٠ ـ الشاهد ليزيد بن خذاق العبدي في لسان العرب (سدس) ، والتنبيه والإيضاح (٢ / ٢٧٩) ، وتاج العروس (سدس) ، وشرح اختيارات المفضّل (ص ١٢٨٢) ، وبلا نسبة في جمهرة اللغة (ص ٢٣٣) ، والمخصّص (٤ / ٧٨) ، وتهذيب اللغة (١٤ / ٢٢٧) ، وأساس البلاغة (دوي) ، ولسان العرب (دوا).
(١) انظر الكتاب (٤ / ٤٨٧).