معنى الحور : ومن هو مع الحور العين خالدا مخلّدا هل يدري ما معنى الحور ومن أيّ شيء اشتقّت هذه اللّفظة ، فإنّ الناس يختلفون في الحور فيقول بعضهم : هو البياض ومنه اشتقاق الحوّارى من الخبز والحواريّين إذا أريد بهم القصّارون ، والحواريّات إذا أريد بهنّ نساء الأمصار. وقال قوم : الحور في العين أن تكون كلّها سوداء وذلك لا يكون في الإنس وإنّما يكون في الوحوش.
وقال آخرون : الحور شدّة سواد العين في شدّة بياض العين. وقال بعضهم : الحور سعة العين وعظم المقلة.
وهل يجوز أيّها المتمتّع بالحور العين أن يقال : (حير) كما يقال (حور) فإنّهم ينشدون هذا البيت بالياء : [الطويل]
٧٢٣ ـ إلى السّلف الماضي وآخر واقف |
|
إلى ربرب حير حسان جآذره |
فإذا صحّت الرواية بالياء في هذا البيت قدح ذلك في قول من يقول : إنّما قالوا الحير إتباعا للعين كما قال الرّاجز : [الرجز]
٧٢٤ ـ هل تعرف الدّار بأعلى ذي القور |
|
قد درست غير رماد مكفور |
مكتئب اللّون مريح ممطور |
|
أزمان عيناء سرور المسرور |
حوراء عيناء من العين الحير |
الإستبرق : وكيف يستجيز من فرشه من الإستبرق أن يمضي عليه أبد بعد أبد ، وهو لا يدري كيف يجمعه جمع التّكسير ولا كيف يصغّره. والنحويّون يقولون في جمعه : أبارق وفي تصغيره أبيرق (٣). وكان أبو إسحاق الزّجّاج يزعم أنّه في الأصل مسمّى بالفعل الماضي وذلك الفعل استفعل من البرق أو من البرق وهذه دعوى من أبي إسحاق وإنّما هو اسم أعجميّ عرّب.
__________________
٧٢٣ ـ الشاهد بلا نسبة في تهذيب إصلاح المنطق للتبريزي (ص ٥٩).
٧٢٤ ـ الرجز لمنظور بن مرثد الأسدي في لسان العرب (روح) و (قور) و (كفر) ، والتنبيه والإيضاح (١ / ٢٤١) ، وتاج العروس (روح) و (قور) ، وبلا نسبة في لسان العرب (كفر) ، وإصلاح المنطق (ص ٣٤٠) ، وشرح المفصّل (٥ / ٢٢) ، ونوادر أبي زيد (ص ٢٣٦) ، ومقاييس اللغة (٥ / ١٩١) ، والمخصص (٦ / ٧٨) ، وتهذيب اللغة (١٠ / ١٩٨).
(١) انظر الكتاب (٣ / ٤٧٧).