أحدوثة ، كأغلوطة ، وأغاليط ، لأنّهم قد قالوا : حديث النّبيّ وأحاديث النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولم يقولوا : أحدوثة النّبيّ.
وممّا جمعوه على غير قياس قولهم في جمع (الرّبّى) وهي الشاة التي تحبس للّبن وقيل : الحديثة العهد بالولاد : (رباب) مضموم الأوّل. ومثله قولهم في جمع (التّوءم) وهو الذي يولد مع آخر : (تؤام) ، وفي جمع (الظّئر) وهي الدابّة : (ظؤار) ، وفي جمع الثّنيّ : (ثناء) ، وهو ولد الشّاة إذا دخل في السّنة الثّانية والبعير إذا ألقى ثنيّته ، وذلك إذا دخل في السّنة السادسة ، وفي جمع (الرّخل) : (رخال) ، وهي الأنثى من أولاد الضّأن ، وفي جمع النّفساء وهي المرأة التي وضعت : (نفاس) ؛ وقيل أيضا (نفاس) بكسر أوّله ، و (النّفاس) أيضا بالكسر : ولادها.
القصيدة الحرباويّة
نقلت من خطّ بعض الفضلاء ، قال : نقلت من خطّ العمّاريّ : قال الشيخ أبو عمرو عثمان بن عيسى بن منصور بن ميمون البلطيّ (١) النحويّ : هذه القصيدة الحرباويّة كأنّها تتلوّن كالحرباء ، وحرف رويّها يكون مضموما ، ثمّ يصير مفتوحا ، ثمّ مكسورا ، ثمّ ساكنا ، وإنّما عملتها كذلك لأمرين : أحدهما : أنّي آتي بما لم أسبق إليه ، والآخر كيما أتحدّى بها النّحاة ، لأنّي أتيت فيها بمذاهب من النّحو لم يقف عليها أحد منهم. ومضمونها شكوى الزّمان وأهله وهذا أوّلها : [مجزوء الكامل]
إنّي امرؤ لا يطبّي |
|
ني الشّادن الحسن القوام (٢) |
يجوز في ميم (القوام) الرفع على أنّه فاعل (الحسن) ، والنّصب على التّشبيه بالمفعول به والجرّ بالإضافة ، والوقف بالسّكون ، لأنّ وزن الشّعر يستقيم فيه حركة الميم وإسكانها ، أمّا إذا حرّكت فالشعر من الضّرب السادس من الكامل ، وإذا سكّنت فالشعر من الضّرب السابع منه.
فارقت شرّة عيشتي |
|
إذ فارقتني والغرام (٣) |
ارتفع (الغرام) عطفا على المضمر في (فارقتني) ، وانتصب عطفا على (شرّة) ، وانخفض عطفا على (عيشتي).
__________________
(١) عثمان بن عيسى منصور بن محمد البلطيّ ، تاج الدين صنّف : النيّر في العربية ، والعروض الكبير ، والعروض الصغير ، وعلم أشكال الخط ، وأخبار المتنبي وغير ذلك (ت ٥٩٩ ه). ترجمته في بغيته الوعاة (٢ / ١٣٥).
(٢) لا يطبيّني : لا يستميلني.
(٣) شرّة الشباب : حرصه ونشاطه.