المنقطع وحينئذ فتقدير الانقطاع قد تقدّم في الأوجه السابقة بما يصحّ ، فلا حاجة إلى تقديره بما لا يصحّ.
وعلى الجملة فأحسن الوجوه السّبعة جعل الاستثناء متّصلا بتقدير أن يكون من عطف الجمل : الرفع على الاستئناف ، والفتح على أنّ (لا) التي لنفي الجنس ، أو يكون من عطف المفردات وتفسير (يعزب) بيظهر ، أو يكون من باب ... ، أو يجعل منقطعا كما تقدّم ، ويليها كون (إلّا) للعطف كما تقدّم ، أو الاستثناء من محذوف.
وقد وضح أنّ الذي تبادر الذهن إليه في المجلس فتح من الرّبّ الكريم ، فله الشّكر على العطاء العميم ، والحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله وصحبه والتّابعين.
الكلام في قوله تعالى : (فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ)
قال أبو محمد عبيد الله بن محمّد بن عليّ بن عبد الرحمن بن منصور بن زياد الكاتب في (أماليه) : حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباريّ : حدّثني أبي حدثنا محمد بن الجهم قال : حجّ الفرّاء سنة ستّ ومائتين ، وحججنا معه ، فلقيني خلّاد بن عيسى المقرئ ، فسألني عن قوله تعالى : (فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ) [الرحمن : ٥٦] ، فقال : لم جمع بعد قوله : (فِيهِما عَيْنانِ تَجْرِيانِ) [الرحمن : ٥٠] فأجبته بما أملى الفرّاء علينا في كتابه ، أنّ (فيهنّ) للجنّتين والجنّتين ، لمّا قال : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) [الرحمن : ٤٦] قال : (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) [الرحمن : ٦٢] فقال لي خلّاد : أخطأت قد جمع قبل ذكره الجنّتين ، فصرت إلى الفرّاء فأخبرته بمسألة خلّاد وبجوابي وبإنكاره عليّ فردّد الفرّاء في نفسه شيئا ثمّ قال لي : إنّ العرب توقع الجمع على التثنية ، قال الله تعالى : (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ) [النساء : ١١] يريد : فإن كان له أخوان. وقال : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) [التحريم : ٤] يعني : فقد صغا قلباكما. انتهى.
في كتاب (لبّ الألباب في المسألة والجواب) لأبي الحسن بن جبارة :
من أبيات المعاني قول الشاعر : [الرمل]
٧٥٥ ـ إنّما زيدا إلينا سائرا |
|
من مكان ضلّ فيه السّائر |
فهو يأتينا عشا في سحر |
|
ماله في يده أو عامر |
بأيّ شيء نصب زيدا وحقّه الرّفع وكيف يجتمع العشاء والسّحر وكيف يلتئم
__________________
٧٥٥ ـ البيتان بلا نسبة في الأبيات المشكلة للفارقي (ص ١٢٠).