سألتني فإن أعطيتك إن وعدتك فأنت طالق. ولا تضمر الفاء في الجزاء الثالث لأنّ العدة قبل العطيّة ، فهذه أيضا لا تطلق حتى تسأله ثم يعدها ثم يعطيها كأنه قال : إن سألتني فإن أعطيتك بعد أن أعدك فأنت طالق. فهي من جهة الطّلاق ووقوعه في التّرتيب مثل الأولى ، إلّا أنّها في تقدير الفاء وإضمارها تخالفها ، فإن أعطاها من غير سؤال لم تطلق ، وإن وعدها ولم يعطها لم تطلق وإن وعدها وأعطاها من غير أن يتقدّم سؤال لم تطلق.
وكذلك إذا قال لعبده : إن سألتني إن أعطيتك إن وعدتك فأنت حرّ وكذلك تضمر الفاء في الجزاء الثاني ، كأنّه قال : إن سألتني فإن أعطيتك إن وعدتك فأنت حرّ.
المسألة الثالثة : فإن قال : «إن سألتني إن وعدتك إن أعطيتك فأنت طالق». فهو مضمر للفاء في ذلك كلّه ، لأنّ قد أوقع كلّ شيء في موضعه لأنّ السؤال يكون ثمّ العدة ثمّ العطيّة فكأنّه قال : إن سألتني فإن وعدتك فإن أعطيتك فأنت طالق.
وهذه المسائل الثلاث في ترتيب وقوع الطّلاق سواء ، وفي تقدير العربيّة مختلفة.
المسألة الرابعة : فإن قال لها : إن أجنبت منك إجنابة فإن اغتسلت في الحمّام فأنت طالق ، فأجنب ثلاث مرّات واغتسل مرّة في الحمّام فإنّها تطلق واحدة ، لأنّ الاغتسال في الحمّام مشترط مع الإجناب فلا يقع الطلاق حتّى يقعا معا.
المسألة الخامسة : فإن قال : «كلّما أجنبت منك إجنابة فإن مات فلان فأنت طالق» فأجنب ثلاث مرّات ومات فلان فإنّها تطلق ثلاثا ، لأنّ موت فلان لا يتردّد مع كلّ إجنابة ، والمعنى : أنت طالق إن مات فلان بعدد كلّ إجنابة أجنبت منك. وكذلك «إن سقط الحائط» و «إن قدم زيد» يجري هذا المجرى ، لأنّه ليس ممّا يتكرّر. وقد قال بعض الفقهاء في قوله : «كلّما أجنبت منك إجنابة فإن اغتسلت في الحمّام فأنت طالق» فأجنب ثلاثا واغتسل في الحمّام مرّة واحدة فإنّها تطلق ثلاثا. وجعله بمنزلة الفعل الذي لا يتردّد ، وهذا غلط لأنّ الفعل إذا كان يجوز أن يقع مع شرطه فلا يقع الطلاق حتّى يقعا معا.
المسألة السادسة : إذا قال لها : «إن كلّمتك وإن دخلت دارك فأنت طالق» فإنّها تطلق بأحد الفعلين لأنّ المعنى به : إن كلّمتك فأنت طالق ، وإن دخلت دارك فأنت طالق ، لأنّه قد كرّر (إن) مرّتين ، ولا بدّ لكلّ واحدة من جواب لأنّهما شرطان. وكذلك إن قال لها : «إن كلّمتك وإن دخلت دارك فعبدي حر ، فإنّه يعتق بأحد الفعليين لما ذكرت لك. وإذا كان ذلك يجب بأحد الفعلين فوجوبه بهما جميعا إذا وقعا معا ألزم.
المسألة السابعة : إذا قال لها : «إن دخلت الدار وكلّمتك فأنت طالق» فهذه