المضلون ، وهم ممّن يعقل فغلّبوا ، فجيء بالواو ثم اجتزئ عنها بالضمة وحذفت ، كقوله : [الوافر]
٦٠٤ ـ فيا ليت الأطبّا كان حولي |
|
وكان مع الأطبّاء الأساة |
وقوله : [الرمل]
٦٠٥ ـ دار حيّ وتنوها مربعا |
|
دخل الضّيف عليهم فاحتمل |
فاسألن عنّا إذا النّاس شتوا |
|
واسألن عنّا إذا النّاس نزل |
أراد : كانوا ، فحذف الواو وأبقى الضمة ، وكذلك أراد الآخر احتملوا ونزلوا فحذف الواو ثم سكّن اللام من احتمل ونزل للوقف ، هذا ما تيسّر ولله الحمد.
وسئل ابن مالك أيضا : أيجوز صرف أريس في قولهم : بئر أريس؟ فأجاب : نعم وهو في الأصل عبارة عن الأصل ، ويطلق على الأكّار وعلى الأمير ، وقيل : إن أريد به الأمير فهو مقلوب رئيس.
وسئل رحمه الله أيضا عن قوله صلّى الله عليه وسلّم : «إلّا جاء كنزه يوم القيامة شجاع أقرع» (٢) ، فأجاب : فاعل جاء الكانز وكنزه مبتدأ وأقرع خبره ، والجملة حالية ، لأنّ الجملة الابتدائية المشتملة على ضمير ما قبلها تقع حالا ، واقترانها بالواو أكثر ، وقد جرّدت منه في قوله تعالى : (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) [الأعراف : ٢٤] ، (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ) [الفرقان : ٢٠] ، وتقول العرب : «رجع فوره على بدئه» (٣) «وكلّمته فاه إلى فيّ» (٤) ، وقال الشاعر : [الطويل]
٦٠٦ ـ ويشرب أسآري القطا الكدر بعد ما |
|
سرت قربا أحناؤها تتصلصل |
ومثله : [الكامل]
٦٠٧ ـ راحوا بصائرهم على أكتافهم |
|
وبصيرتي يعدو بها عتد وأى |
__________________
٦٠٤ ـ الشاهد بلا نسبة في معاني القرآن (١ / ٩١) ، ومجالس ثعلب (ص ٨٨) ، والإنصاف (ص ٣٨٥) ، وشرح المفصّل (٧ / ٥) ، وهمع الهوامع (١ / ٥٨) ، والدرر (١ / ٣٣).
(١) أخرجه مسلم في صحيحه (٢ / ٦٨٤).
(٢) انظر الكتاب (١ / ٤٦٠).
(٣) انظر الكتاب (١ / ٤٦٠).
٦٠٦ ـ الشاهد للشنفرى في ديوانه (ص ٦٦) ، وخزانة الأدب (٧ / ٤٤٧) ، والمقاصد النحوية (٣ / ٢٠٦) ، ونوادر القالي (ص ٢٠٥) ، وبلا نسبة في شرح عمدة الحافظ (ص ٤٥٥).
٦٠٧ ـ الشاهد للأسعر الجعفي في لسان العرب (عتد) و (وأى) ، وجمهرة اللغة (ص ٣١٢) ، ومقاييس اللغة (١ / ٢٥٤) ، والأصمعيات (ص ١٤١) ، والمعاني الكبير (ص ١٠١٣) ، ومجمل اللغة (١ / ٢٧٠) ، وبلا نسبة في لسان العرب (بصر) ، وتهذيب اللغة (٢ / ١٩٥) ، والمخصص (٦ / ٩٣) ، وشرح عمدة الحافظ (ص ٤٥٥).