فى منع الصرف. وذلك كامرأة سمّيتها بسعاد وزينب. فجرت الحركة فى قدم وكبد ونحوه مجرى ألف سعاد وياء زينب.
ومن ذلك أنك إذا أضفت إلى الرباعىّ المقصور أجزت إقرار الألف ، وقلبها واوا ؛ نحو الإضافة إلى حبلى : إن شئت قلت : حبلىّ ، وهو الوجه. وإن شئت : حبلويّ. فإذا صرت إلى الخمسة حذفت الألف ألبتّة ، أصلا كانت أو زائدة.
وذلك نحو قولك فى حبارى : حبارىّ ، وفى مصطفى : مصطفىّ. وكذلك إن تحرك الثانى من الرباعىّ حذفت ألفه ألبتّة. وذلك قولك فى جمزى : جمزىّ ، وفى بشكى بشكىّ ؛ ألا ترى إلى الحركة كيف أوجبت الحذف ؛ كما أوجبه الحرف الزائد على الأربعة ، فصارت حركة عين جمزى فى إيجابها الحذف بمنزلة ألف حبارى وياء خيزلى (١).
ومن مشابهة الحركة للحرف أنك تفصل بها ولا تصل إلى الإدغام معها ، كما تفصل بالحرف ، ولا تصل إلى الإدغام معه. وذلك قولك : وتد ، ويطد. فحجزت الحركة بين المتقاربين ، كما يحجز الحرف بينهما ؛ نحو شمليل وحبربر (٢).
ومنها أنهم قد أجروا الحرف المتحرك مجرى الحرف المشدّد. وذلك أنه إذا وقع رويّا فى الشّعر المقيّد سكن ؛ كما أن الحرف المشدّد إذا وقع رويّا فى الشعر المقيّد خفّف. فالمتحرك نحو قوله :
*وقاتم الأعماق خاوى المخترق (٣) *
فأسكن القاف وهى مجرورة. والمشدّد نحو قوله :
*أصحوت اليوم أم شاقتك هرّ (٤) *
فحذف إحدى الراءين ؛ كما حذف الحركة من قاف المخترق. وهذا إن شئت قلبته ، فقلت : إن الحرف أجرى فيه مجرى الحركة ، وجعلت الموضع فى الحذف
__________________
(١) خيزلى : هى مشية فى تثاقل.
(٢) يقال : ناقة شمليل : سريعة. وحبربر : هو الجمل الصغير.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) سبق تخريجه.