وقوله :
سيروا بنى العمّ فالأهواز منزلكم |
|
ونهر تيرى ولا تعرفكم العرب (١) |
فمسكّن كله. والوزن شاهده ومصدّقه.
وأمّا دفع أبى العباس ذلك فمدفوع وغير ذى مرجوع إليه. وقد قال أبو علىّ فى ذلك فى عدّة أماكن من كلامه وقلنا نحن (معه ما) أيّده ، وشدّ منه. وكذلك قراءة من قرأ (بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ)(٢) [الزخرف : ٨٠] وعلى ذلك قال الراعى :
تأبى قضاعة أن تعرف لكم نسبا |
|
وابنا نزار فأنتم بيضة البلد (٣) |
فإنه أسكن المفتوح ، وقد روى (لا تعرف لكم) فإذا كان كذلك فهو أسهل ؛ لاستثقال الضمة. وأمّا قوله :
ترّاك أمكنة إذا لم أرضها |
|
أو يرتبط بعض النفوس حمامها (٤) |
فقد قيل فيه : إنه يريد : أو يرتبط على معنى (لألزمنّه أو يعطينى حقّى) وقد يمكن عندى أن يكون (يرتبط) معطوفا على (أرضها) أى ما دمت حيّا فإنى لا أقيم ، والأوّل أقوى معنى.
وأما قول أبى دواد :
فأبلونى بليّتكم لعلّى |
|
أصالحكم وأستدرج نويّا (٥) |
فقد يمكن أن يكون أسكن المضموم تخفيفا واضطرارا. ويمكن أيضا أن يكون معطوفا على موضع لعلّ ؛ لأنه (مجزوم جواب الأمر) ؛ كقولك : زرنى فلن
__________________
(١) سبق تخريجه.
(٢) تسكين السين قراءة أبى عمرو.
(٣) البيت من البسيط ، وهو للراعى النميرى فى ديوانه ص ٢٠٣ ، ولسان العرب (بيض) ، وتهذيب اللغة ٣ / ١٢٤ ، ١٢ / ٨٥ ، والحيوان ٤ / ٣٣٦ ، وتاج العروس (بلد) ، (بيض) ، (دعا) وبلا نسبة فى لسان العرب (دعا).
(٤) سبق تخريجه.
(٥) البيت من الوافر ، وهو لأبى دؤاد الإيادى فى ديوانه ص ٣٥٠ ، وسرّ صناعة الإعراب ٢ / ٧٠١ ، وشرح شواهد المغنى ٢ / ٨٣٩ ، وللهذلىّ فى مغنى اللبيب ٢ / ٤٧٧ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (علل) ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٢٣.