إلا إياه ، وليس غيره.
وقد حذف خبر إنّ مع النكرة خاصّة ؛ نحو قول الأعشى :
إنّ محلا وإنّ مرتحلا |
|
[وإنّ فى السّفر إذ مضوا مهلا (١) |
أى : إنّ لنا محلا وإنّ لنا مرتحلا]
وأصحابنا يجيزون حذف خبر إنّ مع المعرفة ، ويحكون عنهم أنهم إذا قيل لهم إنّ الناس ألب عليكم فمن لكم؟ قالوا : إنّ زيدا ، وإنّ عمرا ؛ أى إنّ لنا زيدا ، وإنّ لنا عمرا. والكوفيون يأبون حذف خبرها إلا مع النكرة. فأمّا احتجاج أبى العباس عليهم بقوله :
خلا أن حيّا من قريش تفضّلوا |
|
على الناس أو أن الأكارم نهشلا (٢) |
أى أو أن الأكارم نهشلا تفضلوا. قال أبو على : وهذا لا يلزمهم ؛ لأن لهم أن يقولوا : إنما منعنا حذف خبر المعرفة مع إنّ المكسورة ؛ فأمّا مع أنّ المفتوحة فلن نمنعه. قال : ووجه فصلهم فيه بين المكسورة والمفتوحة أن المكسورة حذف خبرها كما حذف خبر نقيضها. وهو قولهم : لا بأس ، ولا شكّ ؛ أى عليك ، وفيه. فكما أنّ (لا) تختصّ هنا بالنكرات فكذلك إنما (تشبهها نقيضتها) فى حذف الخبر مع النكرة أيضا.
وقد حذف أحد مفعولى ظننت. وذلك نحو قولهم : أزيدا ظننته منطلقا ؛ ألا ترى أن تقديره : أظننت زيدا منطلقا ظننته منطلقا؟ فلما أضمرت الفعل فسّرته
__________________
(١) البيت من المنسرح ، وهو للأعشى فى ديوانه ص ٢٨٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٥٢ ، ٤٥٩ ، والدرر ٢ / ١٧٣ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥١٧ ، والشعر والشعراء ص ٧٥ ، والكتاب ٢ / ١٤١ ، ولسان العرب (رحل) ، والمحتسب ١ / ٣٤٩ ، وتاج العروس (حلل) ، ومغنى اللبيب ١ / ٨٢ ، والمقتضب ٤ / ١٣٠ ، والمقرب ١ / ١٠٩ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٣٢٩ ، وأمالى ابن الحاجب ١ / ٣٤٥ ، وخزانة الأدب ٩ / ٢٢٧ ، ورصف المبانى ص ٢٩٨ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٣٨ ، ٢ / ٦١٢ ، وشرح المفصل ٨ / ٨٤ ، والصاحبى فى فقه اللغة ص ١٣٠ ، ولسان العرب (حلل). ويروى : (ما مضى) مكان (إذ مضوا).
(٢) البيت من الطويل ، وهو للأخطل فى خزانة الأدب ١٠ / ٤٥٣ ، ٤٥٤ ، ٤٦١ ، ٤٦٢ ، وشرح المفصل ١ / ١٠٤ ، ولسان العرب (نهشل) ، والمقتضب ٤ / ١٣١ ، وتاج العروس (نهشل) ، وبلا نسبة فى المقرب.