ألف الإطلاق) فى منابها هنا عمّا كان ينبغى أن يكون بمكانها ، مجرى ألف الإطلاق فى منابها عن تاء التأنيث فى نحو قوله :
ولاعب بالعشىّ بنى بنيه |
|
كفعل الهرّ يحترش العظايا (١) |
فأبعده الإله ولا يؤبى |
|
ولا يعطّى من المرض الشفايا (٢) |
وكذلك نابت أيضا واو الإطلاق فى قوله :
*وما كلّ من وافى منّى أنا عارف*
ـ فيمن رفع كلا ـ عن الضمير الذى يزاد فى (عارفه) ؛ وكما ناب التنوين فى نحو حينئذ ، ويومئذ عن المضاف إليه إذ. وعليه قوله :
نهيتك عن طلابك أمّ عمرو |
|
بعاقبة وأنت إذ صحيح (٣) |
فأما قوله تعالى : «ألا يا اسجدوا» [النمل : ٢٦] فقد تقدّم القول عليه : أنه ليس المنادى هنا محذوفا ، ولا مرادا كما ذهب إليه محمد بن يزيد ، وأنّ (يا) هنا أخلصت للتنبيه مجردا من النداء ؛ كما أن (ها) من قول الله تعالى : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ) [النساء : ١٠٩] للتنبيه من غير أن تكون للنداء. وتأوّل أبو العبّاس قول الشاعر :
طلبوا صلحنا ولات أوان |
|
فأجبنا أن ليس حين بقاء |
(أى إبقاء) على أنه حذف المضاف إليه أوان ، فعوّض التنوين منه ، على حدّ
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو الأعصر بن سعد بن قيس عيلان فى لسان العرب (حما) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (ثمن) ، والمخصص ٨ / ١٠٠ ، ١٥ / ١١٧.
(٢) البيت من الوافر ، وهو لأعصر بن سعد بن قيس عيلان فى لسان العرب (حما) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (ثمن). ويروى صدره :
*فلا ذاق النعيم ولا شرابا*
(٣) البيت من الوافر ، وهو لأبى ذؤيب الهذلى فى خزانة الأدب ٦ / ٥٣٩ ، ٥٤٣ ، ٥٤٤ ، وشرح أشعار الهذليين ١ / ١٧١ ، وشرح شواهد المغنى ص ٢٦٠ ، ولسان العرب (أذذ) ، (شلل) ، (إذ) ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٤ / ٣٠١ ، وتذكرة النحاة ص ٣٧٩ ، والجنى الدانى ص ١٨٧ ، ٤٩٠ ، وجواهر الأدب ص ١٣٨ ، ورصف المبانى ص ٣٤٧ ، وسر صناعة الإعراب ص ٥٠٤ ، ٥٠٥ ، وشرح المفصل ٣ / ٣١ ، ومغنى اللبيب ص ٨٦ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٦١.