قول الجماعة فى تنوين إذ. وهذا ليس بالسهل. وذلك أن التنوين فى نحو هذا إنما دخل فيما لا يضاف إلى الواحد وهو إذ. فأمّا (أوان) فمعرب ويضاف إلى الواحد ؛ كقوله :
فهذا أوان العرض حىّ ذبابه |
|
زنابيره والأزرق المتلمّس (١) |
وقد كسّروه على آونة ، وتكسيرهم إيّاه يبعده عن البناء ؛ لأنه أخذ به فى شقّ التصريف والتصرّف.
قال :
أبو حنش يؤرّقنا وطلق |
|
وعبّاد وآونة أثالا (٢)] |
وقد حذف المميّز. وذلك إذا علم من الحال (حكم ما) كان يعلم منها به.
وذلك قولك : عندى عشرون ، واشتريت ثلاثين ، وملكت خمسة وأربعين. فإن لم يعلم المراد لزم التمييز إذا قصد المتكلم الإبانة. فإن لم يرد ذلك وأراد الإلغاز وحذف جانب البيان لم يوجب على نفسه ذكر التمييز. وهذا إنما يصلحه ويفسده غرض المتكلم ، وعليه مدار الكلام. فاعرفه.
وحذف الحال لا يحسن. وذلك أن الغرض فيها إنما هو توكيد الخبر بها ، وما طريقه طريق التوكيد غير لائق به الحذف ؛ لأنه ضدّ الغرض ونقيضه و (لأجل ذلك) لم يجز أبو الحسن توكيد الهاء المحذوفة من الصلة ؛ نحو الذى ضربت نفسه
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو للمتلمس فى ديوانه ص ١٢٣ ، والاشتقاق ص ٣١٧ ، وجمهرة اللغة ص ٧٤٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ١٨٥ ، ١٨٦ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٦٦٢ ، ولسان العرب (لمس) ، (عرض) ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٦ / ٥٤٦ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥١٠.mالمتلمس يخاطب النعمان بن المنذر خطاب تهكم. والعرض : من أودية اليمامة. والزنابير والأزرق ضربان من الذباب. وبهذا البيت لقب المتلمس. واسمه جرير بن عبد المسيح.
(٢) البيت من الوافر ، وهو لابن أحمر فى ديوانه ص ١٢٩ ، والحماسة البصرية ١ / ٢٦٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٨٧ ، والكتاب ٢ / ٢٧٠ ، ولسان العرب (حنش) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٢١ ، وبلا نسبة فى الأزمنة والأمكنة ١ / ٢٤٠ ، والإنصاف ١ / ٣٥٤ ، وتخليص الشواهد ص ٤٥٥ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٦٣ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٣ ، ويروى : (عمار) مكان (عباد).