لأن الأوّل فى معنى : يا حسنه قواما ، وقول الآخر :
*يذهبن فى نجد وغورا غائرا (١) *
أى ويأتين غورا.
وقول الآخر :
فاذهب فأىّ فتى فى الناس أحرزه |
|
من يومه ظلم دعج ولا جبل (٢) |
(حتى كأنه قال : ما أحد أحرزه ظلم ولا جبل).
ومنه قوله :
فإن كان لا يرضيك حتى تردّنى |
|
إلى قطرىّ لا إخالك راضيا (٣) |
حمله الفرّاء على المعنى ، قال : لأن معناه : لا يرضيك إلا أن تردّنى فجعل الفاعل متعلّقا على المعنى. وكان أبو علىّ يغلظ فى هذا ويكبره ويتناكره ، ويقول : الفاعل لا يحذف. ثم إنه فيما بعد لان له ، وخفض من جناح تناكره. وعلى كلّ حال فإذا كان الكلام إنما يصلحه أو يفسده معناه ، وكان (هذا معنى) صحيحا مستقيما لم أر به بأسا. وعلى أن المسامحة فى الفاعل ليست بالمرضيّة ؛ لأنه أصعب حالا من المبتدأ. وهو فى المفعول أحسن ؛ أنشد أبو زيد :
وقالوا : ما تشاء؟ فقلت : ألهو |
|
إلى الإصباح آثر ذى أثير (٤) |
__________________
(١) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٩٠ ، وأساس البلاغة (فسق) ، وللعجاج فى ملحق ديوانه ٢ / ٢٨٨ ، والكتاب ١ / ٩٤ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (فسق) ، وجواهر الأدب ص ٣٣ ، وشرح التصريح ١ / ٢٨٨ ، وشرح شذور الذهب ص ٤٣١ ، والمحتسب ٢ / ٤٣. وبعده :
*فواسقا عن أمره جوائرا*
نجد : ما ارتفع من الأرض. ويقال : ندخل فى الغور أى المنخفض من الأرض.
(٢) البيت من البسيط ، وهو للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ص ١٢٨٣ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (قلا).
(٣) البيت من الطويل ، وهو لسوار بن المضرب فى شرح التصريح ١ / ٢٧٢ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤٥١ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ٩٠ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٧٩ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٦٩ ، وشرح المفصل ١ / ٨٠ ، والمحتسب ٢ / ١٩٢.
(٤) البيت من الوافر ، وهو لعروة بن الورد فى ديوانه ص ٥٧ ، والدرر ١ / ٥٧ ، ولسان (آثر) ، وبلا ـ ـ