أراد : اللهو ، فوضع «ألهو» موضعه ؛ لدلالة الفعل على مصدره. ومثله قولك لمن قال لك : ما يصنع زيد؟ : يصلّى أو يقرأ ؛ أى الصلاة أو القراءة.
ومما جاء فى المبتدإ من هذا قولهم : تسمع بالمعيدىّ خير من أن تراه ؛ أى سماعك به خير من رؤيتك له. وقال ـ عزوجل ـ : (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذلِكَ) [الجن : ١١] أى منّا قوم دون ذلك ، فحذف المبتدأ وأقام الصفة التى هى الظرف مقامه. وقال جرير :
نفاك الأغرّ ابن عبد العزيز |
|
وحقّك تنفى عن المسجد |
فحذف «أن» من خبر المبتدإ ، وهى : وحقّك أن تنفى عن المسجد.
وقد جاء ذلك فى الفاعل ، على عزّته. وأنشدنا :
وما راعنى إلا يسير بشرطة |
|
وعهدى به فينا يفشّ بكير (١) |
كذا أنشدناه «فينا» وإنما هو «قينا» أراد بقوله : «وما راعنى إلا يسير» أى مسيره (على هذا وجّهه). وقد يجوز أن يكون حالا ، والفاعل مضمر ، أى : وما راعنى إلا سائرا بشرطة.
ومنه بيت جميل :
جزعت حذار البين يوم تحمّلوا |
|
وحقّ لمثلى يا بثينة يجزع (٢) |
أى وحقّ لمثلى أن يجزع. وأجاز هشام يسرّنى تقوم ، وينبغى أن يكون ذلك جائزا عنده فى الشعر لا فى النثر. هذا أولى عندى من أن (يكون يرتكبه) من غير ضرورة.
__________________
نسبة فى تذكرة النحاة ص ٥٣٦ ، وشرح المفصل ٢ / ٩٥ ، والمحتسب ٢ / ٣٢ ، وهمع الهوامع ١ / ٦. ويروى : (فقالوا) مكان (وقالوا).
(١) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة فى شرح المفصل ٤ / ٢٧ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٤٢٨. ويروى : (قينا) مكان (فينا). فششت الزّق : إذا أخرجت ما فيه. الكير : هو الزق الذى ينفح فيه الحداد.
(٢) البيت من الطويل ، وهو لجميل بثينة فى ديوانه ص ١١٢ ، وخزانة الأدب ٨ / ٥٧٩ ، ٥٨١ ، ٥٨٢ ، ٥٨٤ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٨٥ ، وشرح المفصل ٤ / ٢٧ ، ولسان العرب (دنا) ، وبلا نسبة فى شرح المفصل ٨ / ٤٣.