عنه حلف صادقا ، فأوضح بذلك عذرا. و (لغير ذلك) من المعانى التى يسأل السائل عما يعرفه لأجلها وبسببها.
فلمّا كان السائل فى جميع هذه الأحوال قد يسأل عما هو عارفه ، أخذ بذلك طرفا من الإيجاب ، لا السؤال عن مجهول الحال. وإذا كان ذلك كذلك جاز لأجله أن يجرّد فى بعض الأحوال ذلك الحرف لصريح ذلك المعنى. فمن هنا جاز أن تقع (هل) فى بعض الأحوال موضع (قد) ؛ كما جاز لأو أن تقع فى (بعض الأحوال موقع) الواو ؛ نحو قوله:
وكان سيّان ألا يسرحوا نعما |
|
أو يسرحوه بها واغبّرت السوح (١) |
جاز ذلك لما كنت تقول : جالس الحسن أو ابن سيرين ، فيكون مع ذلك متى جالسهما جميعا كان فى ذلك مطيعا. فمن هنا جاز أن يخرج فى البيت ونحوه إلى معنى الواو.
(وكل) حرف فيما بعد يأتيك قد أخرج عن بابه إلى باب آخر فلا بدّ أن يكون قبل إخراجه إليه قد كان يرائيه ، ويلتفت إلى الشقّ الذى هو فيه. فاعرف ذلك ، وقسه ؛ فإنك إذا (فعلته) لم تجد الأمر إلا كما ذكرته ، وعلى ما شرحته.
* * *
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو لأبى ذؤيب الهذلى فى خزانة الأدب ٥ / ١٣٤ ، ١٣٧ ، ١٣٨ ، وشرح أشعار الهذليين ص ١٢٢ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٢٤٥ ، وشرح شواهد المغنى ص ١٩٨ ، ولسان العرب (سوا) ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ٤ / ٨٩ ، ١١ / ٧٠ ، ورصف المبانى ص ١٣٢ ، ٤٢٧ ، وشرح المفصل ٨ / ٩١ ، ومغنى اللبيب ص ٦٣.