باب فى الغرض فى (مسائل) التصريف
وذلك عندنا على ضربين : أحدهما الإدخال (لما تبنيه) فى كلام العرب والإلحاق له به. والآخر التماسك الرياضة به والتدرّب بالصنعة فيه.
الأوّل نحو قولك فى مثل جعفر من ضرب : ضربب ، ومثل حبرج (١) : ضربب ، ومثل صفرد (٢) : ضربب ، ومثل سبطر : ضرب ، ومثل فرزدق من جعفر : جعفرر. فهذا عندنا كله إذا بنيت شيئا منه فقد ألحقته بكلام العرب ، وادّعيت بذلك أنه منه. وقد تقدم ذكر ما هذه سبيله فيما مضى.
الثانى. وهو نحو ذلك قولك فى مثل فيعول من شويت : شيوىّ ، وفى فعلول منه : شووىّ ، وفى مثل عضرفوط من الآءة : أوأيوء ، ومنها مثل صفرّق : أوؤيؤ ، ومن يوم مثل مرمريس : يويويم ، ومثل ألندد أينوم ، ومثل قولك فى نحو افعوعلت من وأيت : ايأوأيت.
فهذا ونحوه إنما الغرض فيه التأنّس به وإعمال الفكرة فيه ؛ لاقتناء النفس القوّة على ما يرد مما فيه نحو ممّا فيه. ويدلّك على ذلك أنهم قالوا فى مثال إوزّة من أويت : إيّاة ؛ والأصل فيه على الصنعة إيوية ، فأعلت فيه الفاء والعين واللام جميعا. وهذا مما لم يأت عن العرب مثله. نعم ، وهم لا يوالون بين إعلالين إلا لمحا شاذّا ، ومحفوظا نادرا ، فكيف بأن يجمعوا بين ثلاثة إعلالات! هذا مما لا (ريب فيه) ولا تخالج شك فى شيء منه.
* * *
__________________
(١) حبرج : من طيور الماء.
(٢) صفرد : هو طائر يقال له أبو المليح.