القول إذا قلت : قيّل. فكما تقول الجماعة فى فعل من قيّل هذا قوول ، وتجرى ياء فيعل مجرى ألف فاعل ، كذلك قال الخليل فى فعل مما ذكرنا : أووم. فقياسه هنا أيضا أن يقول فى فعيل من البيع : بويع. بل إذا لم يدغم الخليل الفاء فى العين ـ وهى أختها (وتليّتها) (١) وهى مع ذلك من لفظها ـ فى أووم ، حتى أجراها مجرى قوله :
* وفاحم دووى حتى اعلنكسا (٢) *
فألا يدغم عين بويع فى يائه ـ ولم يجتمعا فى كونهما أختين ، ولا هما أيضا فى اللفظ الواحد شريكتان ـ أجدر بالوجوب.
ولو بنيت مثل عوّارة من القول لقلت على مذهب الجماعة : قوّالة ، بالادغام ، وعلى قول الخليل أيضا كذلك ؛ لأن العين لم تنقلب فتشبه عنده ألف فاعل. لكن يجيء على قياس قوله أن يقول فى فعول من القول : قيول ؛ لأن العين لمّا انقلبت أشبهت الزائد. يقول : فكما لا تدغم بويع فكذلك لا تدغم قيول. اللهم إلا أن تفصل فتقول : راعيت فى بويع ما لا يدغم وهو ألف فاعل فلم أدغم ، وقيول بضدّ ذلك ؛ لأن ياءه بدل من عين القول ، وادّغامها فى قوّل وقوّل والتقوّل ونحو ذلك جائز حسن ، فأنا أيضا أدغمها فأقول : قيّل. وهذا وجه حسن.
فهذا فصل اتصل بما كنا عليه. فاعرفه متصلا به بإذن الله.
* * *
__________________
(١) تليتها : تابعتها.
(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه ١ / ١٨٩ ، ولسان العرب (٦ / ١٤٧) (علكس) ، ١٤ / ٢٨٠ (دوا) ، وتهذيب اللغة ٣ / ٣٠٢ ، وتاج العروس (علكس) ، (دوى) ، وديوان الأدب ٢ / ٤٩١ ، وكتاب العين ٢ / ٣٠٤ ، ويروى (بفاحم) مكان (وفاحم). الفاحم : الشعر الأسود. دووى : عولج. اعلنكسا : اشتد سواده وكثر.