يحذفها ، وفى التثنية قد حذفت ثلاثة أحرف ثابتة فى الوصل والوقف ، وعند كل قوم وعلى كل لغة.
ومن ذلك جمعهم فى الردف بين عمود ويعود من غير تحاش ولا استكراه ، وإن كانت واو عمود أقوى فى المدّ من واو يعود ، من حيث كانت هذه متحركة فى كثير من المواضع ؛ نحو هو أعود منك ، وعاودته ، وتعاودنا ، قال :
* وإن شئتم تعاودنا عوادا (١) *
وأصلها أيضا فى يعود يعود. فهو وإن كان كذلك فإن ذلك القدر بينهما مطّرح وملغى ، غير محتسب. نعم وقد سانوا (٢) وسامحوا فيما هو أعلى (من ذا) وأنأى أمدا. وذلك أنهم جمعوا بين الياء والواو ردفين ؛ نحو سعيد وعمود. هذا مع أن الخلاف خارج إلى اللفظ ، فكيف بما تتصوره وهما ولا تمذل به لفظا.
ومن ذلك جمعهم بين باب وكتاب ردفين ، وإن كانت ألف كتاب مدّا صريحا وهى فى باب أصل غير زائدة ومنقلبة عن العين المتحركة فى كثير من الأماكن ؛ نحو بويب وأبواب ومبوّب وأشباهه.
ومن ذلك جمعهم بين الساكن والمسكّن فى الشعر المقيّد ، على اعتدال عندهم ، وعلى غير حفل محسوس منهم ؛ نحو قوله :
لئن قضيت الشأن من أمرى ولم |
|
أقض لباناتى وحاجات النّهم |
لأفرجن صدرك شقّا بقدم |
فسوّى فى الروىّ بين سكون ميم (لم) وسكون الميمات فيما معها.
ومن ذلك وصلهم الروىّ بالياء الزائدة للمدّ والياء الأصلية ؛ نحو الرامى والسامى مع الأنعامى والسلامى.
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو لشقيق بن جزء فى فرحة الأديب ، وبلا نسبة فى أدب الكاتب ص ٦٣٠ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١٣٥ ، ورصف المبانى ص ٣٩ ، ويروى (ولو) مكان (وإن) ، وصدره :
* بما لم تشكروا المعروف عندى*
(٢) ساناه : راضاه ، يقال سانيت الرجل : راضيته وداريته والمساناة : الملاينة والمصانعة. اللسان (سنا).