أى أنا لا أحسن ذاك. وكذلك هو لعمرى ؛ إلا أنه على غير التأوّل الذى رأوه : من زيادة مثل ، وإنما تأويله : أى أنا من جماعة لا يرون القبيح ، وإنما جعله من جماعة هذه حالها ليكون أثبت للأمر ؛ إذ كان له فيه أشباه وأضراب ، ولو انفرد هو به لكان غير مأمون انتقاله منه وتراجعه عنه. فإذا كان له فيه نظراء كان حرى أن يثبت عليه ، وترسو قدمه فيه. وعليه قول الآخر :
* ومثلى لا تنبو عليك مضاربه (١) *
فقوله إذا : باسم الماء واسم السلام إنما هو من باب إضافة الاسم إلى المسمى ، بعكس الفصل الأول. ونقول على هذا : ما هجاء سيف؟ فيقول (فى الجواب) : س ى ف. فسيف هنا اسم لا مسمى ؛ أى ما هجاء هذه الأصوات المقطّعة؟
ونقول : ضربت بالسيف فالسيف هنا جوهر الحديد هذا الذى يضرب به ، فقد يكون الشىء الواحد على وجه اسما ، وعلى آخر مسمّى. وإنما يخلّص هذا من هذا موقعه والغرض المراد به.
ومن إضافة المسمى إلى اسمه قول الآخر :
إذا ما كنت مثل ذوى عدىّ |
|
ودينار فقام علىّ ناع (٢) |
أى مثل كل واحد من الرجلين المسمّيين عديّا ودينارا. وعليه قولنا : كان عندنا ذات مرة وذات صباح ، أى صباحا أى الدفعة المسماة مرة ، والوقت المسمى صباحا ؛ قال :
عزمت على إقامة ذى صباح |
|
لأمر ما يسوّد من يسود (٣) |
__________________
اللغة ٣ / ٢٧٢ ، ١١ / ٤٣٩ ، وجمهرة اللغة ص ١٥٥ ، ٢١٥ ، والمخصص ٨ / ١٠ ، ١٤ / ٣٨. فعفع : زجر الغنم ودعاؤها.
(١) عجز البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة فى أساس البلاغة ص ٤٤٥ (نبو) وصدره :
* أنا السيف إلا أنّ للسيف نبوة*
(٢) البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة فى شرح المفصل ٣ / ١٣ ، ولسان العرب (ذا) ، وتاج العروس (ذو).
(٣) البيت من الوافر ، وهو لأنس بن مدركة فى الحيوان ٣ / ٨١ ، وخزانة الأدب ٣ / ٨٧ ، ٨٩ ، والدرر ١ / ٣١٢ ، ٣ / ٨٥ ، وشرح المفصل ٣ / ١٢ ، ولأنس بن نهيك فى لسان العرب (صبح) ـ ـ