اثبت ؛ وعليك بكرا : اسم خذ (وهو كثير).
ومنه قوله :
أقول وقد تلاحقت المطايا |
|
كذاك القول إنّ عليك عينا (١) |
فهذا اسم احفظ القول أو اتّق القول.
وقد جاءت هذه التسمية للفعل فى الخبر ، وإنما بابها الأمر والنهى ؛ من قبل أنهما لا يكونان إلا بالفعل ، فلمّا قويت الدلالة فيهما على الفعل حسنت إقامة غيره مقامه. وليس كذلك الخبر ، لأنه لا يخصّ بالفعل ، ألا ترى إلى قولهم : زيد أخوك ، ومحمد صاحبك ؛ فالتسمية للفعل فى باب الخبر ليست فى قوّة (تسميته فى) باب الأمر والنهى. وعلى ذلك فقد مرّت بنا [منه] ألفاظ صالحة جمعها طول التقرّى لها. وهى قولهم : أفّ اسم الضجر ، وفيه ثمانى لغات أفّ وأفّ وأفّ وأفّ وأفّ وأفّا وأفّى ممال ، وهو الذى تقول فيه العامّة : أفى ، وأف خفيفة. والحركة فى جميعها لالتقاء الساكنين. فمن كسر فعلى أصل الباب ، ومن ضمّ فللإتباع ، ومن فتح فللاستخفاف ، ومن لم ينوّن أراد التعريف ، ومن نوّن أراد التنكير. فمعنى التعريف : التضجّر ، ومعنى التنكير : تضجّرا. ومن أمال بناه على فعلى. وجاءت ألف التأنيث مع البناء كما جاءت تاؤه معه فى ذيّة وكيّة ، نعم ، وقد جاءت ألف فيه أيضا فى قوله :
* هنّا وهنّا ومن هنّا لهنّ بها*
ومنها أوّتاه (وهى اسم أتألّم. وفيها لغات) : أوّتاه وآوّه وأوّه وأوه وأوه وأوه وأوّ ؛ قال:
فأوه من الذكرى إذا ما ذكرتها |
|
ومن بعد أرض بيننا وسماء (٢) |
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو لجرير فى ديوانه ص ٣٥٣ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣١٩ ، ولسان العرب (لحق) ويروى (يقلن) مكان (أقول).
(٢) البيت من الطويل ، وهو فى الدرر ١ / ١٩٤ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٤١٩ ، ٢ / ٦٥٦ ، وشرح المفصل ٤ / ٣٨ ، ولسان العرب (أوه) ، (أوا) ، والمحتسب ١ / ٣٩ ، والمنصف ٣ / ١٢٦ ، وهمع الهوامع ١ / ٦١ ، ويروى (دوننا) مكان (بيننا).