ويروى : فأوّ لذكراها. والصنعة فى تصريفها طويلة حسنة. وقد كان أبو علىّ ـ رحمهالله ـ كتب إلىّ من حلب ـ وأنا بالموصل ـ مسئلة أطالها فى هذه اللفظة ، جوابا على سؤالى إيّاه عنها ، وأنت تجدها فى مسائله الحلبيّات ، إلا أن جماع القول عليها أنها (فاعلة) فاؤها همزة ، وعينها ولامها واوان ، والتاء فيها للتأنيث. وعلى ذلك قوله : فأوّ لذكراها ، قال : فهذا كقولك فى مثال الأمر من قويت : قوّ زيدا ونحوه. ومن قال : فأوه أو فأوّه فاللام عنده هاء ، وهى من لفظ قول العبدىّ :
إذا ما قمت أرحلها بليل |
|
تأوّه آهة الرجل الحزين (١) |
ومثلها مما اعتقب عليه الواو والهاء لاما قولهم : سنة وعضة (٢) ؛ ألا تراهم قالوا : سنوات وعضوات ، وقالوا أيضا : سانهت ؛ وبعير عاضه ؛ والعضاه.
وصحّت الواو فى آوّة ولم تعتلّ إعلال قاوية وحاوية إذا أردت فاعلة من القوة والحوّة ؛ من قبل أن هذا بنى على التأنيث أعنى آوّة ، فجاء على الصحّة ؛ كما صحّت واو قرنوة (٣) وقلنسوة لمّا بنيت الكلمة على التأنيث ألبتّة.
ومنها سرعان ، فهذا اسم سرع ، ووشكان : اسم وشك ، وبطئان : اسم بطء.
ومن كلامهم : سرعان ذى إهالة (٤) أى سرعت هذه من إهالة. فأمّا أوائل الخيل فسرعانها بفتح الراء ، قال :
* فيغيّفون ونرجع السرعانا (٥) *
وقد قالوا : وشكان وأشكان. فأمّا أشك ذا (فماض ، وليس) باسم ، وإنما أصله
__________________
(١) البيت من الوافر ، وهو للمثقب العبدى فى ديوانه ص ١٩٤ ، وإصلاح المنطق ص ٣٢١ ، ولسان العرب (رجل) ، (أوه) ، وبلا نسبة فى شرح المفصل ٤ / ٣٩ ، ولسان العرب (هوه) ، (أوا) ، وتاج العروس (أوه).
(٢) العضة : من الشجر ما له شوك والجمع العضاه.
(٣) القرنوة : نبات عريض الورق ينبت فى ألوية الرمل ودكادكه ، ويدبغ به. اللسان (قرن).
(٤) الإهالة : الشحم المذاب.
(٥) عجز البيت من الكامل ، وهو للقطامى فى ديوانه ص ٦٤ ، ولسان العرب (سرع) ، (غيف) ، وتاج العروس (سرع) ، (غيف) ، وتهذيب اللغة ٢ / ٨٩ ، ٨ / ٢٠٥ ، ومقاييس اللغة ٤ / ٤٠٦ ، ومجمل اللغة ٤ / ٢٧ ، وبلا نسبة فى المخصص ١٢ / ١٣٠. وصدره :
* وحسبتنا نزع الكتيبة غدوة*
يغيّفون : أى ينهزمون. يقال : غيّف إذا فرّ. اللسان (غيف).