احتجت إلى ذلك ؛ ألا ترى أن الأسماء المسمّى بها الفعل فى الخبر واقعة موقع المبنىّ وهو الماضى ، كما أنها فى الأمر واقعة موقع المبنىّ ، وهو اسكت.
قيل : ما أحسن هذا لو سلم أوّل ؛ ولكن من لك بسلامته؟ أم من يتابعك على أن علّة بناء الأسماء فى العربية كلها شيء غير مشابهتها للحرف؟ فإذا كان كذلك لم يكن لك مزحل عمّا قلناه ، ولا معدل عما أفرطناه وقدّمناه. وأيضا فإن اسكت ـ لعمرى ـ مبنىّ ، فما تصنع بقولهم : حذرك زيدا الذى هو نهى؟ أليس فى موضع لا تقرب زيدا ، و (تقرب) من لا تقرب معرب ، ولهذا سماه سيبويه نهيا؟ فإن قلت : إن النهى فى هذا محمول على الأمر صرت إلى ما صرفتنا عنه ، وسوّأت إلينا التمسك به ؛ فاعرف هذا فإنه واضح.
* * *