باب فى اقتضاء الموضع لك
لفظا هو معك إلا أنه ليس بصاحبك
من ذلك قولهم : لا رجل عندك ولا غلام لك ؛ ف (لا) هذه ناصبة اسمها ، وهو مفتوح ، إلا أن الفتحة فيه ليست فتحة النصب التى تتقاضاها (لا) إنما هذه فتحة بناء وقعت موقع فتحة الإعراب الذى هو عمل لا فى المضاف ؛ نحو لا غلام رجل عندك ، والممطول (١) ؛ نحو لا خيرا من زيد فيها.
وأصنع من هذا قولك : لا خمسة عشر لك ، فهذه الفتحة الآن فى راء (عشر) فتحة بناء التركيب فى هذين الاسمين ، وهى واقعة موقع فتحة البناء فى قولك : لا رجل عندك ، وفتحة لام رجل واقعة موقع فتحة الإعراب فى قولك : لا غلام رجل فيها ، ولا خيرا منك عنده. ويدلّ على أن فتحة راء (عشر) من قولك : لا خمسة عشر عندك هى فتحة تركيب الاسمين لا التى تحدثها (لا) فى نحو قولك : لا غلام لك أن (خمسة عشر) لا يغيّرها العامل الأقوى ، أعنى الفعل فى قولك جاءنى خمسة عشر ، والجارّ فى نحو قولك : مررت بخمسة عشر. فإذا كان العامل الأقوى لا يؤثّر فيها فالعامل الأضعف الذى هو (لا) أحجى بألا يغيّر ، فعلمت بذلك أن فتحة راء عشر من قولك : لا خمسة عشر لك إنما هى فتحة (للتركيب لا فتحة للإعراب ؛ فصحّ بهذا أن فتحة راء عشر من قولك : لا خمسة عشر لك إنما هى فتحة) بناء واقعة موقع حركة الإعراب ، والحركات كلها من جنس واحد وهو الفتح.
ومن ذلك قولك : مررت بغلامى. فالميم موضع جرّة الإعراب المستحقّة بالباء ، والكسرة فيها ليست الموجبة بحرف الجرّ ، إنما هذه هى التى تصحب ياء المتكلم فى الصحيح ؛ نحو هذا غلامى ، ورأيت غلامى ؛ فثباتها فى الرفع والنصب يؤذنك أنها ليست كسرة الإعراب ، وإن كانت بلفظها.
__________________
(١) اسم ممطول : طال بإضافة أو صلة ، استعمله سيبويه فيما طال من الأسماء : كعشرين رجلا ، وخيرا منك ، إذا سمّى بهما رجل. اللسان (مطل).