ويروى «تق الله فينا». ويروى :
... تنسينها ا |
|
تق الله فينا |
ونحوه ما أنشده أبو زيد من قول الشاعر :
وأطلس يهديه إلى الزاد أنفه |
|
أطاف بنا والليل داجى العساكر |
فقلت لعمرو صاحبى إذ رأيته |
|
ونحن على خوص دقاق عواسر (١) |
أى عوى الذئب فسر أنت. فلم يحفل بحركة الرّاء فيردّ العين التى كانت حذفت لالتقاء الساكنين ، فكذلك شبّه ابن مسعود حركة اللام من قوله : «فقلا له» ـ وإن كانت لازمة ـ بالحركة لالتقاء الساكنين فى (قُلِ اللهُمَ) و (قُمِ اللَّيْلَ) وحركة الإطلاق الجارية مجرى حركة التقائهما فى (سر).
ومثله قول الضبّىّ :
فى فتية كلّما تجمعت ال |
|
بيداء لم يهلعوا ولم يخموا (٢) |
يريد : ولم يخيموا. فلم يحفل بضمة الميم ، وأجراها مجرى غير اللازم فيما ذكرناه وغيره ، فلم يردد العين المحذوفة من لم يخم. وإن شئت قلت فى هذين : إنه اكتفى بالحركة من الحرف ، كما اكتفى الآخر بها منه فى قوله :
كفّاك كفّ ما تليق درهما |
|
جودا وأخرى تعط بالسيف الدما (٣) |
وقول الآخر :
__________________
(١) ذئب أطلس : فى لونه غبرة إلى السواد ؛ وكلّ ما كان على لونه فهو أطلس والأنثى طلساء. اللسان (طلس). وخوص دقاق عواسر وصف للناقة.
(٢) البيت من المنسرح ، وهو لمحمد بن شحاذ الضبى فى لسان العرب (جمع) ، وتاج العروس (جمع). خام عنه يخيم خيما وخيمانا وخيوما وخياما وخيمومة : نكص وجبن. اللسان (خيم) ومتجمّع البيداء : معظمها ومحتفلها. أراد الشاعر ولم يخيموا ، فحذف ولم يحفل بالحركة التى من شأنها أن تردّ المحذوف هاهنا ، وهذا لا يوجبه القياس إنما هو شاذّ.
(٣) الرجز بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ٥٦ ، ٢ / ٦٠ ، والإنصاف ١ / ٣٨٧ ، وتذكرة النحاة ص ٣٢ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٥١٩ ، ٧٧٢ ، ولسان العرب (ليق) ، والمنصف ٢ / ٧٤ ، وأساس البلاغة (ليق) ، وتاج العروس (ليق).