باب فى كمية الحركات
أمّا ما فى أيدى الناس فى ظاهر الأمر فثلاث. وهى الضمة والكسرة والفتحة.
ومحصولها على الحقيقة ستّ. وذلك أن بين كل حركتين حركة. فالتى بين الفتحة والكسرة هى الفتحة قبل الألف الممالة ؛ نحو فتحة عين عالم ، وكاف كاتب. فهذه حركة بين الفتحة والكسرة ؛ كما أن الألف التى بعدها بين الألف والياء ، والتى بين الفتحة والضمة هى التى قبل ألف التفخيم ؛ نحو فتحة لام الصلاة (والزكاة) والحياة. وكذلك ألف قام وعاد. والتى بين الكسرة والضمة ، ككسرة قاف قيل و (سين سير) فهذه الكسرة المشمّة ضمّا. ومثلها الضمة المشمّة كسرا ؛ كضمة قاف المنقر (١) ، وضمة عين مذعور ، و (باء ابن بور) فهذه ضمة أشربت كسرا ؛ كما أنها فى قيل وسير كسرة أشربت ضمّا. فهما لذلك كالصوت الواحد ؛ لكن ليس فى كلامهم ضمة مشربة فتحة ، ولا كسرة مشربة فتحة. فاعرف ذلك. ويدلّ على أن هذه الحركات معتدّات اعتداد سيبويه بألف الإمالة وألف التفخيم حرفين غير الألف (المفتوح ما قبلها).
* * *
__________________
(١) المنقر : البئر الكثيرة الماء.