ما زلت فى منكظة وسير |
|
لصبية أغيرهم بغير (١) |
كلهم أمعط كالنغير |
|
وأرملات ينتظرن ميرى (٢) |
قالت ألا أبشر بكل خير |
|
ودهنت وسرّحت ضفيرى |
وأدمت خبزى من صيير |
|
من صير مصرين أو البحير (٣) |
وبزييت نمس مرير |
|
وعدس قشّر من قشير (٤) |
وقبصات من فغى تمير |
|
وأتأرتنى نظرة الشفير (٥) |
وجعلت تقذف بالحجير |
|
شطرى وما شطرى وما شطيرى |
حتى إذا ما استنفدت خبيرى |
|
قامت إلى جنبى تمسّ أيرى |
فزفّ رألى واستطير طيرى |
|
وقلت حاجاتك عند غيرى (٦) |
حقّرت ألا يوم قد سيرى |
|
إذ أنا مثل الفلتان العير (٧) |
حمسا ولما إضت كالنسير |
|
وحين أقعيت على قبيرى |
أنتظر المحتوم من قديرى |
|
كلا ومن منفعتى وخيرى |
بكفّه ومبدئى وحورى (٨) |
__________________
(١) المنكظة : الجهد فى السفر والشدة. والغير : هو المير أى إحضار الميرة وهى الطعام يجلب.
(٢) الأمعط : من لا شعر على جسده. والنغير : طائر يشبه العصفور.
(٣) الصير : سمك مملوح يتخذ منه طعام. «مصرين» ضبط على أنه جمع وكأنه أراد مصر فجمعها باعتبار تعدد أقاليمها. وضبط أيضا بالتثنية ، وهذا هو الأقرب ويراد البصرة والكوفة. اللسان (صير ، مصر).
(٤) النمس : الفاسد المتغير.
(٥) القبصات جمع القبصة. وهو بضم القاف وفتحها : ما تناولته بأطراف أصابعك. والفغى : الردىء. ويقال : أتأره بصره : أتبعه إياه. والشفير تصغير الشفر ، وهو للعين ما نبت عليه الشعر.
(٦) الرأل : ولد النعام ، ويقال زف رأله إذا فزع ونفر ، واستطير طيره : كناية عن فزعه.
(٧) قد سيره قد يريد به أنه طليق غير مقيد فقد قطع قيده ، أو يريد جدته بجدة سيره. والعير : الحمار الوحشىّ. والفلتان : الجرىء ، ويقال فرس فلتان : نشيط.
(٨) البيت الأول منها من الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (سدر) ، وتاج العروس (سدر). وهذه ـ ـ القصيدة مجهولة القائل. الحور : الرجوع.