فحذف الألف من هذه اللفظة (الله). ومنه بيت الكتاب :
* أو الفا مكّة من ورق الحمى (١) *
يريد الحمام ، فحذف الألف فالتقت الميمان فغيّر على ما ترى. وقال أبو عثمان فى قول الله سبحانه : (يا أَبَتِ) [يوسف : ٤] أراد : يا أبتا ، فحذف الألف. وأنشد أبو الحسن وابن الأعرابىّ :
فلست بمدرك ما فات منّى |
|
بلهف ولا بليت ولا لو أنّى (٢) |
يريد بلهفى. وقد مضى نحو هذا.
الثانى منهما ، وهو إنابة الحرف عن الحركة. وذلك فى بعض الآحاد وجمع التثنية وكثير من الجمع.
فالآحاد نحو أبوك وأخوك وحماك وفاك وهنيك وذى مال. فالألف والياء والواو فى جميع هذه الأسماء الستة دواخل على الفتح والكسر والضم. ألا تراها تفيد من الإعراب ما تفيده الحركات : الضمة والفتحة والكسرة.
والتثنية نحو الزيدان والرجلين.
والجمع نحو الزيدون والمسلمين.
__________________
ص ٢٧٠ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٧٢١ ، ولسان العرب (أله) ، والمحتسب ١ / ١٨١ ، والممتع فى التصريف ٢ / ٦١١ ، وتاج العروس (أله).
(١) الرجز للعجاج فى ديوانه ٢ / ٤٥٣ ، ولسان العرب (ألف) ، (منى) ، ويروى (قواطنا) مكان (أوالفا). وفيه وجهان : أن يكون حذف الألف والميم وجر باقى الكلمة بالإضافة وألحقها الياء لوصل القافية. أو أن يكون حذف الألف فقط فصار الحمم ثم أبدل من الميم الثانية ياء استثقالا للتضعيف ، كما قالوا تظنيت فى تظننت ، ثم كسر ما قبل الياء لئلا تقلب ألفا فصار «الحمى» اللسان (حمم).
(٢) البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٦٣ ، ١٧٩ ، والإنصاف ١ / ٣٩٠ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٧ ، وخزانة الأدب ١ / ١٣١ ، ورصف المبانى ص ٢٨٨ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٥٢١ ، ٢ / ٧٢٨ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٣٢ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٢١ ، وشرح قطر الندى ص ٢٠٥ ، ولسان العرب (لهف) ، والمحتسب ١ / ٢٧٧ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٤٨ ، والمقرب ١ / ١٨١ ، ٢ / ٢٠١ ، والممتع فى التصريف ٢ / ٦٢٢ ، ويروى : (ولست مكان (فلست).