(وهو من المقلوب ؛ أى طلل دار وقفت فى رسمه) وعليه قراءة الكسائىّ : (بما أنزلّيك) ـ وقد ذكرناه ـ وقراءة ابن كثير (إنها لحدى الكبر) وحكاية أحمد بن يحيى قول المرأة لبناتها وقد خلا الأعرابىّ بهن : أفى السوتنتّنه (تريد : أفى السوءة أنتنّه) ومنه قولهم : الله هذه الكلمة فى أحد قولى سيبويه وهو أعلاهما. وذلك أن يكون أصله إلاه. فحذفت الهمزة التى هى فاء. وكذلك الناس ؛ لأن أصله أناس ؛ قال :
وإنا أناس لا نرى القتل سبّة |
|
إذا ما رأته عامر وسلول (١) |
ولا تكاد الهمزة تستعمل مع لام التعريف ؛ غير أن أبا عثمان أنشد :
إن المنايا يطّلع |
|
ن على الأناس الآمنينا (٢) |
ومنه قولهم : لن ، فى قول الخليل. وذلك أن أصلها عنده (لا أن) فحذفت الهمزة عنده ؛ تخفيفا لكثرته فى الكلام ، ثم حذفت الألف لسكونها وسكون النون بعدها. فما جاء من نحوه فهذه سبيله. وقد اطّرد الحذف فى كل وخذ ومر.
وحكى أبو زيد : لاب لك (يريد : لا أب لك) وأنشد أبو الحسن :
تضبّ لثات الخيل فى حجراتها |
|
وتسمع من تحت العجاج لها ازملا (٣) |
__________________
ورصف المبانى ص ١٥٦ ، ١٩١ ، ٢٥٤ ، ٥٢٨ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ١٣٣ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٠٠ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٧٣ ، وشرح عمدة لحافظ ص ٢٧٤ ، وشرح المفصل ٣ / ٨٢ ، ٧٩ ، ٨ / ٥٢ ، ومغنى اللبيب ص ١٣٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٧.
(١) البيت من الطويل ، وهو للسموأل بن عادياء فى ديوانه ص ٩١ ، وبلا نسبة فى لسان العرب (سلل) ، والمخصص ١٧ / ٤١ ، وتاج العروس (سلل).
(٢) البيت من مجزوء الكامل ، وهو لذى جدن الحميرى فى خزانة الأدب ٢ / ٢٨٠ ، ٢٨٢ ، ٢٨٥ ، ٢٨٨ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ٣١٢ ، والجنى الدانى ص ٢٠٠ ، وجواهر الأدب ص ٣١٣ ، وشرح شواهد الشافية ص ٢٩٦ ، وشرح المفصل ٢ / ٩ ، ١٢١ ، ولسان العرب (أنس).
(٣) تضبّ لثات الخيل : تسيل بالدم. حجراتها : نواحيها. العجاج : الغبار. الأزمل : الصوت ، وجمعه الأزامل. والبيت فى اللسان (زمل) وحذف الهمزة كما قالوا ويلمّه.