الأمر كذلك فهلا كثر أخفّ الأثقلين لا أثقلهما (فكان) يكون أقيس المذهبين لا أضعفهما.
وكذلك قولهم : سرت سوورا (١) ، وغارت عينه غوورا ، وحال عن العهد حوولا ؛ هذا مع عزّة باب سوك الإسحل ، وفى غوور وسوور فضل واو ، وهى واو فعول : وجواب هذا أن الواو وإن زادت فى عدّة المعتدّ فإن الصوت أيضا (بلينها يلذّ وينعم) ، ألا ترى أن غوورا وحوولا وإن كان أطول من سوك وسور فإنه ليس فيه قلق سوك وسور ؛ فتوالى الضمتين مع الواو غير (موفّ لك) بلين الواو المنعمة للصوت. يدلّ على ذلك أنهم إذا أضافوا إلى نحو أسيّد حذفوا الياء المحرّكة ، فقالوا : أسيدىّ كراهية لتقارب أربع ياءات ، فإذا أضافوا إلى نحو مهيّيم لم يحذفوا ، فقالوا : مهيّيميّ ، فقاربوا بين خمس ياءات لمّا مطل الصوت فلان بياء المدّ. وهذا واضح. فمذهب الكتاب ـ على شرفه ، وعلوّ طريقته ـ يدخل عليه هذا. وما قدّمناه نحن فيه لا يكاد يعرض شيء من هذا الدخل (٢) له. فاعرفه وقسه وتأتّ له ولا تحرج صدرا به.
* * *
__________________
(١) سار يسور سورا وسئورا : وثب وثار.
(٢) الدّخل : الفساد والعيب.