بدلا من (الطلل) ؛ من حيث كان الربع أكثر من الطلل. ولهذا ما حمله سيبويه على القطع والابتداء ، دون البدل والإتباع (هذا إن) أردت بالبصرة حقيقة نفس البلد. فإن أردت جهتها وصقعها جاز : انحدرت من بغداد إلى البصرة نهر الأمير.
وغرضنا فيما قدّمناه أن تريد (بالبصرة) نفس البلد البتّة.
وهذا التجاور الذى ذكرناه فى الأحوال والأحيان لم يعرض له أحد من أصحابنا. وإنما ذكروا تجاور الألفاظ فيما مضى. وقد مرّ بنا شيء من هذا النحو فى المكان ؛ قال :
* وهم إذا الخيل جالوا فى كواثبه (١)ا*
وإنما يجول الراكب فى صهوة الفرس لا فى كاثبته ، لكنهما لمّا تجاورا جربا مجرى الجزء الواحد.
* * *
__________________
(١) صدر البيت من البسيط ، وهو لزياد بن منقذ فى لسان العرب (قزم) ، وتاج العروس (قزم).
وعجزه :
* فوارس الخيل ، لا ميل ولا قزم*
الكواثب جمع الكاثبة. وهى من الفرس مجتمع كتفيه قدّام السّرج. اللسان (كثب).