إذا ضفتهم أو سآيلتهم |
|
وجدت بهم علّة حاضره (١) |
أراد : ساءلتهم (فاعلتهم) من السؤال ، ثم عنّ له أن يبدل الهمزة على قول من قال : سايلتهم ، فاضطرب عليه الموضع فجمع بين الهمزة والياء ، فقال : سآيلتهم.
فوزنه على هذا : فعاعلتهم. وإن جعلت الياء زائدة لا بدلا كان : فعايلتهم. وفى هذا ما تراه فاعجب له.
ومن أغلاطهم ما يتعايبون به فى الألفاظ والمعانى من نحو قول ذى الرمّة :
* والجيد من أدمانة عنود (٢) *
وقوله :
حتى إذا دوّمت فى الأرض راجعه |
|
كبر ولو شاء نجّى نفسه الهرب (٣) |
وسنذكر هذا ونحوه فى باب سقطات العلماء ؛ لما فيه من الصنعة. وكذلك غمز بعضهم على بعض فى معانيهم ؛ كقول بعضهم لكثيّر فى قوله :
فما روضة بالحزن طيّبة الثرى |
|
يمجّ الندى جثجاثها وعرارها |
بأطيب من أردان عزّة موهنا |
|
وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها (٤) |
والله لو فعل هذا بأمة زنجيّة لطاب ريحها ؛ ألا قلت كما قال سيّدك :
ألم تر أنى كلما جئت طارقا |
|
وجدت بها طيبا وإن لم تطيّب (٥) |
__________________
(١) الأدمانة : الأدمة فى الظباء لون مشرب بياضا. والبيت فى اللسان (أدم) وفيه «عتود» بدل «عنود» وانظر اللسان (أدم).
(٢) البيت من المتقارب ، وهو لبلال بن جرير فى لسان العرب (سأل) ، وتاج العروس (سأل).
(٣) البيت من البسيط ، وهو لذى الرمة فى ديوانه ص ١٠٢ ، وجمهرة اللغة ص ٦٨٤ ، ولسان العرب (دوم) ، (دوا). دوّمت الكلاب : أمعنت فى السير ، وقال ابن الأعرابى : أدامته. وعن الأصمعىّ قال : دوّمت خطأ منه ، لا يكون التدويم إلا فى السماء دون الأرض. وانظر اللسان (دوم).
(٤) الطويل ، وهو لكثير فى ديوانه ص ٤٣٠ ، ولسان العرب (ندل) ، وجمهرة اللغة ص ١٨٠ ، والأغانى ١٥ / ٢٧٤. الجثجاث : ريحانة طيبة الريح برّيّة. والعرار : بهار البرّ ، وهو نبت طيب الريح ، قال ابن برّىّ :هو النرجس البرّيّ. اللسان (عرر). المندل : العود.
(٥) أى امرؤ القيس ، والبيت من قصيدة فى ديوانه.