باب فى سقطات العلماء
حكى عن الأصمعىّ أنه صحّف قول الحطيئة :
وغررتنى وزعمت أ |
|
نّك لابن فى الصيف تامر |
فأنشده :
*... لا تني بالضيف تامر*
أى تأمر بإنزاله وإكرامه. وتبعد هذه الحكاية (فى نفسى) لفضل الأصمعىّ وعلوّه ؛ غير أنى رأيت أصحابنا على القديم يسندونها إليه ، ويحملونها عليه.
وحكى أن الفرّاء (صحّف (١) فقال) الجرّ : أصل الجبل ، يريد الجراصل : الجبل.
وأخبرنا أبو صالح السليل بن أحمد ، عن أبى عبد الله محمد بن العباس اليزيدىّ ، عن الخليل بن أسد النوشجانى ، عن التوّزيّ ، قال قلت لأبى زيد الأنصارىّ : أنتم تنشدون قول الأعشى :
* بساباط حتى مات وهو محزرق (٢) *
وأبو عمرو الشيبانىّ ينشدها : محرزق ، فقال : إنها نبطيّة وأم أبى عمرو نبطيّة ، فهو أعلم بها منّا.
وذهب أبو عبيدة فى قولهم : لى عن هذا الأمر مندوحة ، أى متّسع إلى أنه من
__________________
(١) فى القاموس (جرر) «والجرّ : أصل الجبل ، أو هو تصحيف للفرّاء ، والصواب : الجراصل ـ كعلابط ـ : الجبلش وقال شارحه : «والعجب من المصنف حيث لم يذكر الجراصل فى كتابه هذا ، بل ولا تعرض له أحد من أئمة الغريب. فإذا لا تصحيف كما لا يخفى».
(٢) عجز البيت من الطويل ، وهو للأعشى فى ديوانه ص ٢٦٩ ، ولسان العرب (حزرق) ، وكتاب العين ٣ / ٣٢٣ ، وتاج العروس (حرزق) ، (حزرق) ، (هرزق) ، وفيه (مهزرق) مكان (محزوق) ، وبلا نسبة فى تهذيب اللغة ٥ / ٣٠٢ ، والمخصص ١٢ / ٩٣. وصدر البيت :
* فذاك وما أنجى من الموت ربه*
وأبو عمرو الشيبانى ينشده محرزق ، بتقديم الراء على الزّاى ، فقال : إنها نبطيّة. يقول : حبس كرى النعمان بن المنذر بساباط المدائن حتى مات وهو مضيق عليه.