ليست ل (مسلمات) وحدها ، وإنما هى لها ول (لا) قبلها. وإنما يمتنع من فتح هذه التاء ما دامت الحركة فى آخرها لها وحدها. فإذا كانت لها ولغيرها فقد زال طريق ذلك الحظر الذى كان عليها. وتقول على هذا : لا سمات بإبلك ـ بفتح التاء ـ على ما مضى. وغيره يقول : لا سمات بها ـ بكسر التاء ـ على كل حال. وفى هذا مسألة لأبى علىّ ـ رحمهالله ـ طويلة حسنة.
وقال الرياشىّ : سمعت أبا زيد يقول : قال المنتجع : أغمى على المريض ، وقال أبو خيرة : غمى عليه. فأرسلوا إلى أمّ أبى خيرة ، فقالت : غمى على المريض.
فقال لها المنتجع : أفسدك ابنك. وكان ورّاقا.
وقال أبو زيد : قال منتجع : كمء واحدة وكمأة للجميع. وقال أبو خيرة : كمأة واحدة ، وكمء للجميع ؛ مثل تمرة وتمر ؛ قال : فمرّ بهما رؤبة ، فسألوه ، فقال كما قال منتجع. وقال أبو زيد : قد يقال : كمأة وكمء ؛ كما قال أبو خيرة.
وأخبرنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحجّاج عن أبى علىّ بشر بن موسى الأسدىّ عن الأصمعىّ ، قال : اختلف رجلان ، فقال أحدهما : الصقر ، وقال الآخر : السّقر. فتراضيا بأوّل وارد يرد عليهما ، فإذا رجل قد أقبل ، فسألاه ، فقال : ليس كما قلت أنت ، ولا (كما قلت أنت) ؛ إنما هو الزّقر.
وقال الرياشىّ : حدّثنى الأصمعىّ ، قال : ناظرنى المفضّل عند عيسى بن جعفر ، فأنشد بيت أوس :
وذات هدم عار نواشرها |
|
تصمت بالماء توليا جذعا (١) |
فقلت : هذا تصحيف ؛ لا يوصف التولب بالإجذاع ؛ وإنما هو : جدعا ، وهو السّيئ الغذاء. قال : فجعل المفضّل يشغّب ، فقلت له : تكلم كلام النمل وأصب.
__________________
(١) البيت من المنسرح ، وهو لأوس بن حجر فى ديوانه ص ٥٥ ، ولسان العرب (تلب) ، (جدع) ، (هدم) ، وتهذيب اللغة ١ / ٣٤٦ ، والمخصص ١٤ / ٦٤ ، وتاج العروس (تلب) ، (هدم) ، والمزهر ٢ / ٣٧٨ ، ولبشر بن أبى حازم فى ديوانه ص ١٢٧ ، ولأوس بن حجر أو لبشر بن أبى حازم فى تاج العروس (جدع) ، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ١٣١٣ ، ومقاييس اللغة ١ / ٤٣٢ ، وديوان الأدب ٢ / ٣٥ ، والعقد الفريد ٢ / ٤٨٣. الهدم ؛ بالكسر : الثوب الخلق المرقّع.