لو نفخت فى شبّور يهودىّ ما نفعك شيئا.
ومن ذلك إنكار الأصمعىّ على ابن الأعرابىّ ما كان رواه ابن الأعرابىّ لبعض ولد سعيد بن سلم بحضرة سعيد بن سلم لبعض بنى كلاب :
سمين الضواحى ، لم تؤرّقه ليلة |
|
وأنعم أبكار الهموم وعونها (١) |
فرفع ابن الأعرابىّ (ليلة) ، ونصبها الأصمعىّ ، وقال : إنما أراد : لم تؤرّقه أبكار الهموم وعونها ليلة ، وأنعم أى زاد على ذلك. فأحضر ابن الأعرابى ، وسئل عن ذلك ، فرفع (ليلة) فقال الأصمعىّ لسعيد : من لم يحسن هذا القدر فليس بموضع لتأديب ولدك ، فنحّاه سعيد ؛ فكان ذلك سبب طعن ابن الأعرابى على الأصمعى.
محمد بن يزيد قال : حدّثنى أبو محمد التوّزيّ عن أبى عمرو الشيبانى قال : كنا بالرقّة ، فأنشد الأصمعىّ :
عننا باطلا وظلما كما تع |
|
نز عن حجرة الربيض الظباء (٢) |
فقلت : يا سبحان الله! تعتر من العتيرة. فقال الأصمعىّ : تعنز أى تطعن بعنزة.
فقلت : لو نفخت فى شبّور اليهودىّ ، وصحت إلى التنادى ، ما كان إلا تعتر ، ولا ترويه بعد اليوم إلا تعتر. قال أبو العباس ، قال لى التوزيّ ؛ قال لى أبو عمرو : فقال : والله لا أعود بعده إلى تعنز.
وأنشد الأصمعىّ أبا توبة ميمون بن حفص مؤدّب عمرو بن سعيد بن سلم
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة فى لسان العرب (نعم) ، (ضحا) ، وتهذيب اللغة ٣ / ١١ ، ٥ / ١٥١ ، والمخصص ١ / ١٥٩ ، وتاج العروس (نعم). الضواحى : ما ظهر فيه وبدا. وانظر اللسان (ضحا).
(٢) البيت من الخفيف ، وهو للحارث بن حلزة فى ديوانه ص ٣٦ ، ولسان العرب (حجر) ، (عتر) ، (عنن) ، وجمهرة اللغة ص ١٥٨ ، ٣٩٢ ، وديوان الأدب ٢ / ١٥٦ ، وتهذيب اللغة ١ / ١٠٩ ، ٢ / ٢٦٣ ، ٤ / ١٣٤ ، ١٢ / ٢٦ ، وإنباه الرواة ١ / ٢٥٨ ، وجمهرة الأمثال ٢ / ١٥٣ ، والحيوان ١ / ١٨ ، ٥ / ٥١١ ، وشرح القصائد السبع ص ٤٨٤ ، وشرح القصائد العشر ص ٣٩٩ ، وشرح المعلقات السبع ص ٢٣٣ ، وشرح المعلقات العشر ص ١٢٤ ، والمعانى الكبير ٢ / ٦٨٣ ، وتاج العروس (عثر) ، (عنّ) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (ربض) ، والمخصص ١٣ / ٩٨. عنّ الشىء يعنّ ويعنّ عننا وعنونا : ظهر أمامك ، واعتنّ : اعترض. والاسم العنن والعنان : الاعتراض ، العتر : الذبح. والحجرة : الناحية ، والجمع حجر وحجرات. اللسان (حجر).