يذكّرنى طلوع الشمس صخرا |
|
وأذكره لكل غروب شمس |
أى وقتى الإغارة والإضافة. وقد كثر جدّا. وآخر من جاء به شاعرنا ، قال :
وإذا ما خلا الجبان بأرض |
|
طلب الطعن وحده والنزالا (١) |
ونظير هذا الإنسان يكون له ابنان أو أكثر من ذلك ، فلا يمنعه نجابة النجيب منهما الاعتراف بأدونهما ، وجمعه بينهما فى المقام الواحد ، إذا احتاج إلى ذلك.
وقد كنا قدّمنا فى هذا الكتاب حكاية أبى العباس مع عمارة وقد قرأ : (ولا الليل سابق النهار) فقال له (أبو العباس) : ما أردت؟ فقال : أردت : سابق النهار.
فقال : فهلا قلته! فقال عمارة : لو قلته لكان أوزن.
وهذا يدلّك على أنهم قد يستعملون من الكلام ما غيره (آثر فى نفوسهم منه) ؛ سعة فى التفسّح ، وإرخاء للتنفّس ، وشحّا على ما جشموه فتواضعوه ، أن يتكارهوه فيلغوه ويطّرحوه. فاعرف ذلك مذهبا لهم ، ولا (تطعن عليهم) متى ورد عنهم شيء منه.
* * *
__________________
(١) فى ز : «فقال». والبيت من قصيدة يمدح فيها أبو الطيب سيف الدولة بن حمدان ، ويذكر انتصاره على الروم. يقول : إنهم أظهروا الإقدام على سيف الدولة ، فلما أحسوا به فرّوا من بين يديه. (نجار).