أشدّ انتفاء. وكذلك أيضا حديث الشرط فى نحو إن قمت قمت ، جئت فيه بلفظ الماضى الواجب ؛ تحقيقا للأمر ، وتثبيتا له ، أى إن هذا وعد موفى به لا محالة ؛ كما أن الماضى واجب ثابت لا محالة.
ونحو من ذلك لفظ الدعاء ومجيئه على صورة الماضى الواقع ؛ نحو أيّدك الله ، وحرسك الله ، إنما كان ذلك تحقيقا له وتفؤّلا بوقوعه أن هذا ثابت بإذن الله ، وواقع غير ذى شكّ. وعلى ذلك يقول السامع للدعاء إذا كان مريدا لمعناه : وقع إن شاء الله ، ووجب لا محالة أن يقع ويجب.
وأما قوله :
* ولقد أمرّ على اللئيم يسبّنى (١) *
فإنما حكى فيه الحال الماضية ، والحال لفظها أبدا بالمضارع ؛ نحو قولك : زيد يتحدّث ويقرأ ، أى هو فى حال تحدّث ، وقراءة. وعلى نحو من حكاية الحال فى نحو هذا قولك : كان زيد سيقوم أمس ، أى كان متوقّعا (منه القيام) فيما مضى.
وكذلك قول الطرمّاح :
*... واستيجاب ما كان فى غد (٢) *
يكون عذره فيه : أنه جاء بلفظ الواجب ؛ تحقيقا له ، وثقه بوقوعه ، أى إن الجميل منكم واقع متى أريد ، وواجب متى طلب. وكذلك قوله :
* أوديت إن لم تحب حبو المعتنك (٣) *
جاء به بلفظ الواجب ؛ لمكان حرف الشرط الذى معه ، أى إن هذا كذا لا شكّ فيه ، فالله الله (فى أمرى) يؤكّد بذلك على حكم فى قوله :
* يا حكم الوارث عن عبد الملك (٤) *
__________________
(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) نفس تخريج رقم (٣). وبعده :
* ميراث أحساب وجود منسفك*