لأنه لو أراد الواجب لما جاز ؛ لأن (أبرح) هذه لا تستعمل فى الواجب ، فلا بدّ من أن يكون أراد : لا أبرح. ويكفى من هذا قولهم : ربّ إشارة أبلغ من عبارة.
وأمّا زيادتها فلإرادة التوكيد بها. وذلك أنه قد سبق أن الغرض فى استعمالها إنما هو الإيجاز والاختصار ، والاكتفاء من الأفعال وفاعليها ، فإذا زيد ما هذه سبيله فهو تناه فى التوكيد به. وذلك كابتذالك فى ضيافة ضيفك أعزّ ما تقدر عليه ، وتصونه من أسبابك ، فذاك غاية إكرامك له وتناهيك فى الحفل به.
* * *
__________________
١ / ١٨٥ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٣٤١ ، وشرح المفصل ٧ / ١١٠ ، ٨ / ٣٧ ، ٩ / ١٠٤ ، والكتاب ٣ / ٥٠٤ ، ولسان العرب (يمن) ، واللمع ص ٢٥٩ ، والمقاصد النحوية ٢ / ١٣ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ١ / ٢٣٢ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٩٣ ، ٩٤ ، وشرح الأشمونى ١ / ١١٠ ، ومغنى اللبيب ٢ / ٦٣٧ ، والمقتضب ٢ / ٣٦٢ ، وهمع الهوامع ٢ / ٣٨. وعجز البيت :
*ولو قطعوا رأسى لديك وأوصالى*