وعليه قول الله سبحانه : (قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) [الكهف : ٧٧] وذهب أبو إسحاق إلى أنّ اتخذت كاتّقيت واتزنت وأن الهمزة أجريت فى ذلك مجرى الواو. وهذا ضعيف ، إنما جاء منه شيء شاذّ ؛ أنشد ابن الأعرابىّ :
فى داره تقسم الأزواد بينهم |
|
كأنما أهله منها الذى اتّهلا (١) |
وروى لنا أبو علىّ عن أبى الحسن على بن سليمان متمن. وأنشد :
*......... بيض اتّمن*
والذى يقطع على أبى إسحاق قول الله عزوجل (قالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً). فكما أن تجه ليس من لفظ الوجه كذلك ليس تخذ من لفظ الأخذ.
وعذر من قال : اتّمن واتّهل من الأهل أن لفظ هذا إذا لم يدغم يصير إلى صورة ما أصله حرف لين. وذلك قولهم فى افتعل من الأكل : ايتكل ، ومن الإزرة (٢) : ايتزر. فأشبه حينئذ ايتعد فى لغة من لم يبدل الفاء تاء ، فقال : اتّهل واتّمن لقول غيره : ايتهل وايتمن. وأجود اللغتين (إقرار الهمز) ؛ قال الأعشى :
*أبا ثبيت أما تنفكّ تأتكل (٣) *
وكذلك ايتزر يأتزر. فأمّا اتّكلت عليه فمن الواو على الباب ؛ لقولهم الوكالة والوكيل. وقد ذكرنا هذا الموضع فى كتابنا فى شرح تصريف أبى عثمان.
وقد حذفت الفاء همزة وجعلت (ألف فعال) بدلا منها ؛ وذلك قوله.
*لاه ابن عمّك لا أفضلت فى حسب (٤) *
__________________
(١) البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة فى لسان العرب (أهل). ويروى : أهلنا بدلا من أهله.
(٢) هو اسم هيئة من الائتزار ، يقال ائتزر إزرة حسنة.
(٣) عجز بيت من البسيط ، وهو للأعشى فى ديوانه ص ١١١ ، والأشباه والنظائر ١ / ٢٦٢ ، ٨ / ٧٠ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٦٠٠ ، ولسان العرب (٢٣) (أكل) ، وتاج العروس (أكل) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (ألك) ، وتاج العروس (ألك). وصدره :
* أبلغ يزيد بنى شيبان مألكة*
(٤) صدر بيت من البسيط ، وهو لذى الإصبع العدوانى فى أدب الكاتب ص ٥١٣ ، والأزهية ص ٢٧٩ ، وإصلاح المنطق ص ٣٧٣ ، والأغانى ٣ / ١٠٨ ، وأمالى المرتضى ١ / ٢٥٢ ، وجمهرة اللغة ص ٥٩٦ ، وخزانة الأدب ٧ / ١٧٣ ، ١٧٧ ، ١٨٤ ، ١٨٦ ، والدرر ٤ / ١٤٣ ، وسمط اللآلى ـ ـ