إنى امرؤ من بنى خزيمة لا |
|
أحسن قتو الملوك والحفدا (١) |
فكان قياسه إذا جمع أن يقال : مقتويّون ومقتويّين ؛ كما أنه إذا جمع بصرىّ وكوفىّ قيل : كوفيّون وبصريّون ، ونحو ذلك ؛ إلا أنه جعل علم الجمع معاقبا لياءى الإضافة ، فصحّت اللام لنيّة الإضافة ؛ كما تصحّ معها. ولو لا ذلك لوجب حذفها لالتقاء الساكنين وأن يقال : مقتون ومقتين ؛ كما يقال : هم الأعلون ، وهم المصطفون ؛ قال الله سبحانه «وأنتم الأعلون» [آل عمران : ١٣٩] وقال عزّ اسمه (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ) [ص : ٤٧] فقد ترى إلى تعويض علم الجمع من ياءي الإضافة ، والجميع زائد.
وقال سيبويه فى ميم فاعلته مفاعلة : إنها عوض من ألف فاعلته. وتتبع ذلك محمد بن يزيد ، فقال : ألف فاعلت موجودة فى المفاعلة ، فكيف يعوّض من حرف هو موجود غير معدوم. وقد ذكرنا ما فى هذا ، ووجه سقوطه عن سيبويه فى موضع غير هذا. لكن الألف فى المفاعل بلا هاء هى ألف فاعلته لا محالة ، (وذلك) نحو قاتلته مقاتلا ، وضاربته مضاربا ، قال :
أقاتل حتّى لا أرى لى مقاتلا |
|
وأنجو إذا لم ينج إلا المكيّس (٢) |
وقال :
أقاتل حتى لا أرى لى مقاتلا |
|
وأنجو إذا غمّ الجبان من الكرب (٣) |
__________________
(١) البيت من المنسرح ، وهو بلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٤٠٨ ، والمخصص ٣ / ١٤١ ، والمحتسب ٢ / ٢٥. الحفد : الخدمة. ويكون أيضا لضرب من السير. وفى اللسان (قتو): «الخببا» بدل «الحفدا» والحفد أصله السكون فحرك للوزن.
(٢) البيت من الطويل ، وهو لزيد الخيل فى ديوانه ص ١٣٢ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٨٩ ، وفصل المقال ص ٤٨٢ ، والكتاب ٤ / ٩٦ ، ولسان العرب (قتل) ، ونوادر أبى زيد ص ٧٩ ، وبلا نسبة فى خزانة الأدب ١٠ / ٤٨٠ ، وفصل المقال ص ٣١٤ ، والمحتسب ٢ / ٦٤ ، وسمط اللآلى ص ٣٤٥.
(٣) البيت من الطويل ، وهو لكعب بن مالك فى ديوانه ص ١٨٤ ، ولسان العرب (قتل) ، ولوالده مالك بن أبى كعب فى حماسة البحترى ص ٤٢ ، وشرح المفصل ٦ / ٥٥ ، والكتاب ٤ / ٩٦ ، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ١ / ٣٩١ ، وأمالى ابن الحاجب ص ٣٧٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٥١ ، والمحتسب ٢ / ٦٤ ، والمقتضب ١ / ٧٥.