باب فى مضارعة الحروف للحركات ، والحركات للحروف
وسبب ذلك أن الحركة حرف صغير ؛ ألا ترى أنّ من متقدّمى القوم من كان يسمّى الضمة الواو الصغيرة ، والكسرة الياء الصغيرة ، والفتحة الألف الصغيرة.
ويؤكّد ذلك عندك أنك متى أشبعت ومطلت الحركة أنشأت بعدها حرفا من جنسها. وذلك قولك فى إشباع حركات ضرب ونحوه : ضوريبا. ولهذا إذا احتاج الشاعر إلى إقامة الوزن مطل الحركة (وأنشأ) عنها حرفا من جنسها. وذلك قوله :
*نفى الدراهيم تنقاد الصياريف (١) *
وقوله ـ أنشدناه لابن هرمة ـ :
وأنت من الغوائل حين ترمى |
|
ومن ذمّ الرجال بمنتزاح (٢) |
يريد : بمنتزح ، وهو مفتعل من النزح.
وقوله :
__________________
(١) عجز بيت من البسيط ، وهو للفرزدق فى الإنصاف ١ / ٢٧ ، وخزانة الأدب ٤ / ٤٢٤ ، ٤٢٦ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٥ ، وشرح التصريح ٢ / ٣٧١ ، والكتاب ١ / ٢٨ ، وتاج العروس (درهم) ، ولسان العرب (صرف) ، (قطرب) ، والمقاصد النحوية ٣ / ٥٢١ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٤٥ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٢٩ ، وأوضح المسالك ٤ / ٣٧٦ ، وتخليص الشواهد ص ١٦٩ ، وجمهرة اللغة ص ٧٤١ ، ورصف المبانى ١٢ / ٤٤٦ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٧٦٩ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٣٣٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١٤٧٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٤١٦ ، وشرح قطر الندى ص ٢٦٨ ، ولسان العرب (قطرب) ، (سحج) ، (نقد) ، (صنع) ، (درهم) ، (نفى) ، والمقتضب ٢ / ٢٥٨ ، والممتع فى التصريف ١ / ٢٠٥. ويروى :
*الدنانير بدلا من الدراهيم*
وصدر البيت :
*تنفى يداها الحصى فى كلّ هاجرة*
(٢) البيت من الوافر ، وهو لابن هرمة فى ديوانه ص ٩٢ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٣٠ ، وسرّ صناعة الإعراب ١ / ٢٥ ، ٢ / ٧١٩ ، وشرح شواهد الشافية ص ٢٥ ، ولسان العرب (نزح) ، (نجد) ، (حتن) ، والمحتسب ١ / ٣٤٠ ، ١ / ١٦٦ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ٤٥ ، والإنصاف ١ / ٢٥ ، وخزانة الأدب ٧ / ٥٥٧.