تخلص وهي متحركة زايا كما تخلص وهي ساكنة ، فلا. وإنما تقلب الصاد زايا أو تشمّ رائحتها إذا وقعت قبل الدال ، فإن وقعت قبل غيرها لم يجز ذلك فيها.
فهذه أحوال الحروف التي هي فروع مستحسنة.
فأما الثمانية اللاحقة بهذه فهي مستقبحة (١) ، وفي شرح أحوالها طول ، فتركناه لذلك ، لا سيما وليست الحاجة إليها كهذه ، إلا أن المشافهة تأتي عليها ، وتوضح لك حالها.
__________________
ـ والإشمام أيضا (لدى القراء وحدهم) : الإشارة بالشفتين إلى الضمة المحذوفة من آخر الكلمة الموقوف عليها بالسكون من غير تصويت بهذه الضمة. انظر / الوسيط مادة (شمّر) (١ / ٥١٥).
(١) هذه الحروف المستقبحة قسمان : مستقبحة دائما ، ومستقبحة في موضع ، حسنة في غيره. فأما الأولى فهي:
١ ـ حرف بين الجيم والكاف وينطق به بدل الكاف في لغة اليمن فيقولون : جافر بدلا من كافر ، وبدل الجيم في لغة البحرين فيقولون : جمل بجيم مصرية ، وبدل القاف في لغة أهل البوادي فيقولون : جعد بدلا من قعد ، مع تفخيم الجيم.
٢ ـ حرف بين الصاد والسين ، وينطق به بدل الصاد ، فيقولون في صاد ، ساد بتفخيم السين.
٣ ـ حرف بين الطاء والتاء ، وينطق به بدل الطاء ، وكثيرا ما يوجد في كلام العجم إذا أرادوا نطق العربية فيقولون تاهر بدلا من طاهر بالتاء المفخمة.
٤ ـ حرف بين الضاد والظاء ، وينطق به بدل الضاد ، فيقولون في ضبع : ظبع بالظاء المصرية.
٥ ـ حرف بين الظاء والثاء ، وينطق به بدل الظاء فيقال في ظاهر : ثاهر ، بثاء مفخمة.
٦ ـ حرف بين الفاء والباء ، وينطق به بدل الباء فيقال : بلخ بحرف يشبه الحرف p أوv. وأما الحروف المستقبحة في موضع المستحسنة في آخر فهي :
١ ـ حرف بين الجيم والشين ، وينطق به بدل الشين استحسانا إذا كانت ساكنة بعدها دال فيقولون : مجدود بدلا من مشدود. وتستقبح إذا كانت ساكنة بعدها دال أو تاء مثل : أجدبوا ، واجتمعوا.
٢ ـ حرف بين الواو والياء ، وينطق بها استحسانا بدل الواو الخالصة ، أو الياء الخالصة ، نحو : قيل وبيع ، فتجعل الياء شبه حرف u وهو في لغة كثير من قيس وبني أسد. وينطق بها استهجانا بدل واو المد التي بعدها راء مكسورة كابن سرور فتمال الضمة إلى الكسرة ، فيفطن إلى إمالة الواو نحو الياء.