١٧ ـ خيرة الطير مأثورة ومجرّبة في معرفة المجهول من الأمور
ذكرها الشيخ الفقيه المحدّث النبيه يوسف البحراني قدس سره (١) نقلاً عن احمد بن سالم البحراني رحمه الله (٢) قال : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، بعد الحمد والصّلوة فيقول منمّق هذه الكلمات والأحرف كثير الزلّات قليل التأسّف فريد عصره في الذنوب بلا ثان ، احمد بن سالم بن عيسى البحراني : انّي وقفت على بعض الآثار. المنقولة عن الأئِمة الأطهار عليهم الصلوة والسلام في باب الاِستخارات وهو ما حار من استخار ، فتتبّعتُها من مظانّها فاذا هي انواع شتّى ، فوجّهت نفسي في تحصيل ما تطمئن به النفس منها بالتجارب فاخترت منها الخيرة المرويّة عن ثامن الأئِمة عليهم السلام الشهيرة بخيرة الطير فجرّبتها مراراً ، لا تخرّصا (٣) ، فوجدتها كما قال الله تعالى (إن هو إلّا وحيٌ يُوحى) (٤) ولكن العمل بها موقوف على معرفة عشرة دوائِر اربعة منها كبار ، وستّة سغار ، ولكلّ من الدوائِر الأربع فيها مطلب ،
__________________
(١) قال العلّامة الشيخ علي البلادي البحراني في (انوار البدرين) في ترجمته : العالم العامل الجليل ، الفاضلالكامل النبيل ، عديم النظير والمثيل ، العلّامة المنصف الربّاني الشيخ يوسف بن العالم الأرشد الشيخ احمد ... صاحب (الحدائِق الناضرة) وغيره من المصنفات الفاخرة ، شيخ مشايخ العراق والبحرين ، العري من كل وصمة وشين، ثم ذكر الذين ترجموه واثنوا عليه بما هو به حقيق وبمكانته من العلم والدين يليق وبعد ذلك قال : وبالجملة فهذا الشيخ من اعاظم العلماء الأعلام واكابر اساطين علماء الاِسلام ، ومن وقف على كتبه وفوائِده كالحدائِق ، و (الدرر النجفية) والرضاعية ، و (الشهاب الثاقب) و (سلاسل الحديد) و (لؤلؤة البحرين) وغير ذلك ، عرف حقيقة الحال ، والرجال تعرف بالحق ، لا الحق بالرجال ، ولا سيّما كتاب (الحدائِق الناضرة) ...
(٢) قال العلّامة الشيخ علي البلادي في ترجمته في (انوار البدرين) : العالم العامل التقي الربّاني الشيخ احمد بن سالم بن عيسى البحراني وهو من قدماء علماءها (البحرين) واتقيائِها في الزمن القديم لما كانت البحرين في يد الأِفرنج قبل افتتاحها من الدولة الصفويّة.
(٣) : لا ظنّا ولا تخميناً.
(٤) سورة النجم الآية ٤.