لطائفة من احاديث العترة الطاهرة الواردة في برّ الوالدين : ولقد جرّبنا وشاهدنا بأعيننا حال من عقّ ولو واحداً من أبويه فوجدناه مبتلى بالذلّة بين الخلق ، غير معتنى بشأنه ، غير موفّق للطاعات الّتيوفّق لها من هو دونه في المعرفة ، وقد علته ذلّة الفقر وبتر الله نسله ، وقصّر عمره ، قال : وروى سلفنا الثقاة عمّن شاهدوه عاقاً هذه البليّات.
وقال العلّامة البرّ السيّد جعفر شبّر النجفي رحمه الله وبلّغه في الآخرة مناه بعد ان حذّر عن عقوق الوالدين واحدهما : فاِنّا قد جرّبنا ذلك ورأيناه بالوجدان انّ من وجَدَ عليه (١) ابوه أو امّه ، عاش بأنكد عيش واخسّه وكان مع ذلك ممقوتاً في المجتمع وعند الناس ، وان كان هو من اهل العلم والفضل ، فاحذر كلّ الحذر من العقوق ، فان العاق لا يشمّ رائِحة الجنّة ابداً (٢) ولا يسعد في الدنيا ولا يوفق لخير ابداً (٣).
الرضوي : وهذا من الأمور المشاهدة بالعيان ، والحمد لله على ما أنعم علينا برضى الوالدين عنّا ولا نزال وله الحمد متنعّمين ببركة دعائِهما ، اللهمّ اجزهما بالأِحسان اِحساناً ، وبالسيّئات عفواً وغفرانا ، ووفّقنا لأداء ما وجب لهما علينا من حقوق افترضتها علينا في حياتهما وبعدها ، بجاه محمد وآله الطاهرين عليه السلام.
٥٤ ـ من المجرّبات في تأثير التربية على الطفل صحيحة كانت ام فاسدة
اعلم ايها المؤمن انّ الله سبحانه وتعالى قد اودعك وديعة الزمك بحفظها ورعايتها رعاية بالغة ، ألا وهي ولدك وذريّتك فقال عزّ من قائل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
__________________
(١) :غضب عليه.
(٢) بذلك وردت الأحاديث عن العترة الطاهرة (الرضوي).
(٣) الجوهر الثمين في معرفة اصول الدين.